ماتت وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة ليلا فساروا معه فتى من بني عامر على بكر له صعب فجلس يسير فجفل من ناحية الطريق والناس فوقع بعيره في حرق فصاح يا لعامر فارتقس هو وبعيره فجاء قومه فاحتملوه وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى خيبر فنزل عليها فدعا الطفيل بن عامر بن الحارث الهدي فقال انطلق إلى قومك فاستمدهم على أهل هذه القرية الظالم أهلها فإن الله سيفتحها عليكم إن شاء الله قال الطفيل يا رسول الله تبعدني منك والله لأن أموت وأنا منك قريب أحب إلي من الحياة وأنا منك بعيد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه لا بد مما لا بد منه فانطلق فقال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي لا ألقاك فزودني شيئا أعيش به قال أتملك لسانك قال فماذا أملك إذا لم أملك لساني قال أتملك يدك قال فماذا أملك إذا لم أملك يدي قال فلا تقل بلسانك إلا معروفا ولا تبسط يدك إلا إلى خير قال بن أبي كريمة وجدت في كتاب أبي عبد الرحيم بخطه في هذا الحديث وقال له نبي الله صلى الله عليه وسلم إفش السلام وابذل الطعام واستحي الله بما تستحيي رجلا من أهلك ذي هيأة ولتحسن خلقك وإذا أسأت فأحسن فإن الحسنات يذهبن السيئات حدثنا أحمد بن الحسين الحذاء ثنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة ثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن أبي عبد الملك عن القاسم عن أبي أمامة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب على الجدعاء وخلفه الفضل بن عباس يقول لا تألوا على الله لا تألوا على الله فإنه من تألى على الله أكذبه الله
(٢٢٩)