فقال له أميرنا لم ترع فقال قد رعتموني قال فإذا هو عبد الله بن خباب قال له أميرنا حدثنا حديثا سمعته من أبيك يحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فحدث عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتنة القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي فإن أدركتك فكن عبد الله المقتول قال فقربوه إلى شط النهر فذبحوه فرأيت دمه يسيل في الماء مثل الشراك ما ابذقر قال ثم أخذوا أم ولده فقتلوها وكانت حبلى فبقروا بطنها فلم أصحب قوما أبغض إلي منهم حتى وجدت خلوة فانفلت * (قيس بن أبي حازم عن خباب إسماعيل بن أبي خالد عن قيس) * حدثنا المقداد بن داود ثنا علي بن معبد ثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال دخلت على خباب أعوده وقد اكتوى في بطنه سبعا فقال خباب لولا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن ندعو بالموت لدعوت به ألا إن أصحابنا مضوا ولم يصيبوا من الدنيا شيئا ألا وإنا قد أصبنا بعدهم حتى لم نجد له موضعا إلا في التراب إن المرء يؤجر في نفقته كلها إلا في شئ يجعله في هذا التراب قال وهو يومئذ يبني حائطا له حدثنا بشر بن موسى ثنا القدرة ثنا سفيان ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال أتينا خبابا نعوده وقد اكتو في بطنه سبعا فقال لولا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن ندعو بالموت لدعوت به ثم ذكر من مضى من أصحابه أنهم مضوا ولم يأكلوا من أجورهم شيئا وإنا بقينا بعدهم حتى نلنا من الدنيا ما لا يدري أحدنا ما يصنع به إلا أن ينفقه في التراب وأن المسلم ليؤجر في كل شئ أنفقه الا ما أنفقه في التراب
(٦١)