خشيت أن يقتلوني فبينا أنا مع طائفة منهم إذ أتينا على قرية وبيننا وبين القرية نهر إذ خرج رجل من القرية مروعا فقالوا له كأنا روعناك قال أجل قالوا لا روع لك فقلت والله يعرفوه ولم أعرفه فقالوا أنت أبن خباب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم فقالوا هل سمعت من أبيك حديثا تحدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم سمعت أبي يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر فتنة فقال القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي فإن أدركتك فكن عبد الله المقتول قال فقربوه إلى شط النهر فذبحوه فرأيت دمه يسيل في الماء مثل الشراك ما أبذقر قال فأخذوا أم ولده فقتلوها وكانت حبلى فبقروا بطنها لم أصحب قوما هم أبغض إلي صحبة منهم حتى وجدت خلوة فانفلت حدثنا أبو يزيد القراطيسي حدثنا إسماعيل بن مسلمة بن قعنب حدثني أبي مسلم عن أيوب عن حميد بن هلال عن رجل من عبد ا لقيس قال كنت مع الخوارج فأتينا على رجل فقالوا أنت عبد الله بن خباب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقالوا فهل أنت محدثنا عن أبيك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم سمعت أبي يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تكون فتنة القاعد فيها أفض من القائم والقائم فيها أفضل من الماشي والماشي فيها أفضل من الساعي فإذا كان ذلك فكن عبد الله المقتول فقالوا له فكن أنت عبد الله المقتول قال فقدموه إلى ضفة النهر فضربوا عنقه فجرى دمه كأنه شراك نعل ما ابذقر ثم قربوا أم ولده فبقروها عما في بطنها فلما رأيت ذلك فارقتهم حدثنا عبد الرحمن بن الحسين الصابون لتستري حدثنا محمد بن يحيى الأزدي ثنا سعيد بن عامر عن صالح بن رستم عن حميد بن هلال عن رجل من عبد القيس قال لما تفرق الناس صحبت قوما لم أصحب قوما أحب إلي صحبة منهم فسرنا على شط نهر فرفع لنا مسجد فإذا فيه رجل فلما نظر إلى نواصي الخيل خرج فزعا يجر ثوبه
(٦٠)