وتركوا عمر فقال أيها الناس من كان منكم يعبد محمدا فإن محمدا صلى الله عليه وسلم قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت قال الله تبارك وتعالى وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين قال والله لكأن الناس لم الريح يعلموا ان الله جل وعلا أنزل هذه الآية إلا حين تلاها أبو بكر فتلقاها منه الناس كلهم فلم تسمع بشرا إلا يتلوها قال الزهري وأخبرني سعيد بن المسيب ان عمر بن الخطاب قال والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها عقرت حتى ما تقلني رجلاي وأهويت إلى الأرض وعرفت حين سمعته تلاها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات قال الزهري وأخبرني أنس بن مالك أنه سمع عمر بن الخطاب من الغد حين بويع أبو بكر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم واستوى أبو بكر على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عمر فتشهد قبل أبي بكر ثم قال أما بعد فإني قد قلت لكم أمس مقالة لم تكن كما قلت وإني والله ما وجدتها في كتاب أنزله الله ولا في عهد
(٥٨٩)