كتاب الهواتف - ابن أبي الدنيا - الصفحة ٢٩
(21) - حدثني محمد بن الحسين، وعلي بن إبراهيم السهمي وغيرهما قالوا: ثنا داود ابن المحبر عن عبد الواحد الخطاب قال:
" أقبلنا قافلين من بلاد الروم نريد البصرة، حتى إذا كنا بين الرصافة وحمص.
سمعنا صائحا يصيح من تلك الرمال، سمعته الآذان، ولم تره الأعين يقول: يا مستور يا محفوظ، أعقل في ستر من أنت، فإذا كنت لا تعقل في ستر من أنت فاتق الدنيا، فإنها جمر الله عز وجل، فإن كنت لا تتقيها فاجعلها شركا، ثم انظر أين تضع قدميك منها ".
(22) - حدثنا سعيد بن سليمان، وهارون بن عبد الله قالا: ثنا محمد بن يزيد بن خنيس قال: قال وهيب بن الورد: قال رجل:
" بينا أسير في أرض الروم ذات يوم سمعت هاتفا فوق رأس الجبل، وهو يقول:
يا رب عجبت لمن يعرفك كيف يرجو أحدا غيرك، ثم دعا الثانية فقال: يا رب عجبت لمن يعرفك كيف يستعين على أمره غيرك، ثم دعا الثالثة فقال: يا رب عجبت لمن يعرفك كيف يتعرض لشئ من غضبك يرضي غيرك. قال: فناديته فقلت: أجني أنت أم إنسي؟ قال: قال بل إنسي، اشغل نفسك بما يعنيك بما لا يعنيك ".
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»
الفهرست