كتاب الهواتف - ابن أبي الدنيا - الصفحة ٣٢
عمرو بن قيس الملائي قال:
" بينما أنا أطوف بالكعبة إذا برجل نأى عن الناس، وهو يقول: من أتى الجمعة، وصلى قبل الإمام، وصلى مع الإمام، وصلى بعد الإمام كتب من القانتين.
ومن أتى الجمعة فلم يصل قبل الإمام، ولا مع الإمام، ولا بعد الإمام كتب من الفائزين، ثم غاب فلم أره فلما كان في الجمعة الثانية رأيته نائيا من الناس، وهو يقول مثل مقالته، ثم غاب فلم أره فدخلت من باب الصفا فطلبته بأبطح مكة فلم أجده، فسألت عليه أصحابي، قال: فأخبرتهم، فقالوا: الخضر قلت: الخضر ".
(30) - حدثنا أحمد بن إبراهيم العبدي، حدثني محرز بن أبي خديج، عن سفيان بن عيينة قال:
" رأيت رجلا في الطواف حسن الوجه، حسن الثياب، منيفا على الناس، قال:
فقلت في نفسي: ينبغي أن يكون عند هذا علم. قال: فأتيته، فقلت له: تعلمنا شيئا، فقل شيئا، فلم يكلمني حتى فرغ من طوافه، ثم أتى المقام فصلى خلفه ركعتين خفف فيهما، ثم أقبل علينا فقال: أتدرون ماذا قال ربكم؟ قلنا: وماذا قال ربنا؟ قال:
الهاتف اسمه أنا الله الملك الذي لا يزول، فهلموا إلي أجعلكم ملوكا لا تزولون، ثم قال: أتدرون ماذا قال ربكم؟ قلنا: وماذا قال ربنا؟ قال: أنا الله الحي الذي لا يموت فهلموا إلي أجعلكم أحياء لا تموتون، ثم قال: أتدرون ماذا قال ربكم؟ قلنا: ماذا قال ربنا؟ قال: أنا الله الملك الذي إذا أردت أمرا أقول له كن فيكون، فهلموا إلي أجعلكم إذا أردتم أن تقولوا للشيء كن فيكون ".
قال ابن عيينة: فذكرته لسفيان الثوري، فقال: كان ذلك الخضر، ولكن لم تعقل.
(31) - حدثنا عبيد الله بن عمر الجشمي، ثنا جعفر بن سليمان، عن مالك بن دينار قال: سمع صوت يوم أصيب عمر بتبالة ليلا:
ليبك على الإسلام من كان باكيا * فقد أوشكوا هلكى وما قدم العهد
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»
الفهرست