كتاب الهواتف - ابن أبي الدنيا - الصفحة ٢٦
وخالف بين طرفي ردائه جعل اليمين على اليسار، واليسار على اليمين، ثم بسط يده فقال:
" اللهم إنا نستغفرك، ونستسقيك ".
قال: فما برح من مكانه حتى مطروا، فبينا فم كذلك إذا أعراب قدموا المدينة فأتوا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقالوا: يا أمير المؤمنين بينا نحن بوادينا في يوم كذا وكذا، في ساعة كذا وكذا إذ أظلنا غمام، وسمعنا بها صوتا ينادي: " أتاك الغوث أبا حفص، أتاك الغوث أبا حفص ".
(17) - حدثني محمد بن عثمان العجلي، حدثني سليمان بن أحمد، حدثني محمد ابن حبيب الرملي، عن ابن لهيعة، عن مالك بن الأزهر، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر بعث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه على العراق، فسار حتى إذا كان بجلواز أدركته صلاة العصر، وهو في سفح جبلها، فأمر مؤذنه نضلة فنادى بالآذان، فقال: الله أكبر الله أكبر فأجابه مجيب من الجبل: كبرت يا نضلة كبيرا. قال أشهد أن لا إله إلا الله. قال: كلمة الإخلاص. قال: أشهد أن محمدا رسول الله. قال: بعث النبي. قال: حي على الصلاة. قال: البقاء لأنه محمد. قال:
حي على الفلاح. قال: كلمة مقولة. قال: الله أكبر الله. أكبر قال: كبرت كبيرا.
قال: لا إله إلا الله، فانفلق الجبل فإذا شيخ أبيض الرأس واللحية، هامته مثل الرحا فقال له: من أنت؟ قال: أنا زريب بن برتملا، وصي العبد الصالح عيسى ابن مريم،
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»
الفهرست