كتاب الهواتف - ابن أبي الدنيا - الصفحة ٢٤
نحن؟ وهل تستطيع وقوفا؟ فأجابه الصوت فقال: ألا أخبركم بقضاء الله عز وجل على نفسه؟ فقال بلى. قال: إن الله عز وجل قضى على نفسه أنه من عطش نفسه لله عز وجل في يوم حار، كان حقا على الله عز وجل أن يرويه يوم القيامة.
قال: فكان أبو موسى رضي الله عنه يتوخى اليوم الشديد الحر، الذي يكاد الإنسان أن ينسلخ حرا فيصومه ".
(14) - حدثنا عيسى بن عبد الله التميمي، أخبرني فهير بن زياد الأسدي، عن موسى بن وردان، عن الكلبي وليس بصاحب التفسير عن الحسن، عن أنس بن مالك قال:
" كان رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار يكنى أبا معلق، وكان تاجرا يتجر بماله. ولغيره يضرب به في الآفاق. وكان يزن بسدد وورع، فخرج مرة فلقيه لص مقنع في السلاح، فقال له: ضع ما معك، فإني قاتلك. قال: ما تريد إلى دمي؟ شأنك بالمال. فقال: أما المال فلي، ولست أريد إلا دمك. قال: أما إذا أبيت، فذرني أصلي أربع ركعات. قال: صل ما بدا لك. قال فتوضأ، ثم صلى أربع ركعات فكان من دعائه في آخر سجدة أن قال: يا ودود، يا ذا العرش المجيد، يا فعال لما يريد، أسألك بعزك الذي لا يرام، وملكك الذي لا يضام، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك، أن تكفيني شر هذا اللص، يا مغيث أغثني، يا مغيث أغثني، ثلاث مرار قال: دعا بها ثلاث مرات، فإذا هو بفارس قد أقبل بيده حربة، واضعها بين أذني فرسه، فلما بصر به اللص أقبل نحوه، فطعنه، فقتله ثم أقبل إليه، فقال: قم، قال من أنت بأبي أنت وأمي؟ فقد أغاثني الله بك اليوم. قال: أنا ملك من أهل السماء
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»
الفهرست