كتاب الهواتف - ابن أبي الدنيا - الصفحة ٢٧
دعا ربه عز وجل لي بطول البقاء، وأسكنني هذا الجبل على نزوله من السماء، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير ويتبرأ مما فعله النصارى، ما فعل النبي؟ قلنا: قبض، فبكى بكاء شديدا حتى خضب لحيته بالدموع. قال: من قام فيكم بعده؟ قلنا أبو بكر.
قال: ما فعل؟ قلنا قبض. قال: فمن قام فيكم بعده؟ قلنا عمر. قال: فاقرؤه مني السلام. وقولوا له: يا عمر سدد وقارب، فإن الأمر قد تقارب، خصال إذا رأيتها في أمة محمد فالهرب الهرب، إذا استغنى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، وكان الولد غيظا، والمطر قيظا، وزخرفت المساجد، وزوقت المساجد، وتعلم عالمهم ليأكل به دنياهم، وخرج الغبي فقام له من هو خير منه، وكان آكل الربا فيهم شرفاء، والقتل فيهم عزا فالهرب الهرب.
قال: فكتب بها سعد إلى عمر، فكتب عمر: صدقت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" في بيت الجبل وصي عيسى ابن مريم "، فأقره مني السلام، فأقام سعد بنفس المكان أربعين صباحا ينادي: يا برتملا، فلا يجاب.
(18) - حدثنا الصلت بن مسعود الجحدري، ثنا حماد بن زيد، ثنا عبيد الله بن يحيى، عن أبي جعفر محمد بن علي قال:
" لما ظهر سعد على جلواز العراق بعث جعونة بن نضلة في الطلب، قال: فأتينا على غار أو ثقب فحضرت الصلاة، قال فأذنت فقلت: الله أكبر الله أكبر، فأجابني مجيب من الجبل: هبرت هبيرا. قال: فاختبأت جزعا قال: فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله. قال: أخلصت. فالتفت يمينا وشمالا فلم أر أحدا. قال: قلت: أشهد أن محمدا رسول الله. قال: نبي بعث. قلت: حي على الصلاة. قال: فريضة وضعت.
قلت: حي على الفلاح. قال: قد أفلح من أجابها استجاب لها كل ملك. يقول:
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»
الفهرست