الورع - ابن أبي الدنيا - الصفحة ٥
بسم الله الرحمن الرحيم توطئة الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات اعمالنا من يهد الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، واشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وان محمدا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، بلغ الرسالة وادى الأمانة ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، حتى اتاه اليقين من ربه، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن سار على نهجه واقتدى بسنته إلى يوم الدين.
وبعد:
فهذا كتاب (الورع) لأبي بن أبي الدنيا رحمه الله تعالى، حققته ورجوت النفع والعظة لنفسي المقصرة أولا، ولإخواني من المسلمين ثانيا، في زمن صار فيه امر الورع نسيا منسيا، وكاد نوره ان ينطفأ الا قليلا هنا وهناك. وإذا كان انس رضي الله عنه يقول لأصحابه يومئذ وهم من القرون الفاضلة: انكم لتعملون اعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر، ان كنا لنعدها على عهد النبي صلى الله عليه وآله من الموبقات.
فما عساه ان يقول لو اطلع علينا وعلى أحوالنا ورأي بيوتنا وأسواقنا ولا حول ولا قوة الا بالله. والورع ما هو الا ثمرة من
(٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست