الاعتبار - ابن أبي الدنيا - الصفحة ٨٣
عن الحسن قال كان الإسكندر أول من خزن الأموال تحت الأرض فلما حضرته الوفاة دعا ابنه الأكبر وكان ولي عهده فقال يا بني إني أراني لمآبي صلى الله عليه وسلم فإذا أنا مت فابعث إلي حذاق الصاغة فأدخلهم الخزائن فلينتقوا إذا جيد الذهب على أعينهم ثم ليصوغوا فقال تابوتا ثم أدخلني فيه ثم ضعني وسط قصري ثم ابعث إلى أهل مملكتك وإلى العلماء منهم فليتكلم كل واحد منهم بما يعلم فلما هلك الإسكندر فعل ابنه ما أمره به أبوه سرا ثم بعث إلى أهل مملكته وإلى العلماء وكانوا ثلاثة عشر رجلا فأقبلوا حتى أطافوا بالتابوت كأنهم علموا ما يراد بهم فقال لهم ابنه أيها العلماء قوموا فتكلموا بما تعلمون فقال الأول فوضع يده على التابوت فقال سلك الإسكندر طريق من قبر وفي موته عبر لمن بقي ثم قام الثاني فقال هلك الإسكندر ومن يملك من بعده يهلك كما هلك ثم قام الثالث فقال خلف الإسكندر ملكه لغيره يحكم فيه بغير حكمه ثم قام الرابع فقال تفرقنا لموتك وقد فارق الإسكندر ومن كان به يغتبط ثم قام الخامس فقال أصبح الإسكندر مشتغلا بما عاين وهو بالأعمال يوم الجزاء أشغل ثم قال السادس فوضع يده على التابوت فقال إسكندر كان يخزن الذهب في الخزائن فأصبح الإسكندر مخزونا في الذهب ثم قام السابع فقال أنا السابع وأنا أقول من كان يرجو روح الآخرة فليعمل عملا يقبل منه ويرفع ثم قام الثامن فقال الإسكندر كنت مثلي حديثا وأنا مثلك وشيكا.
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»
الفهرست