قوله: (الكتاب)، بالنصب أي: هاتي الكتاب. أو أخرجيه. قوله: (فأنخناها)، أي: فأنخناها بعيرها. قوله: (أو لنجردنك) كلمة أو هنا بمعنى إلى، نحو: لألزمنك أو تعطيني حقي. قوله: (أهوت إلى حجزتها)، بضم الحاء المهملة وسكون الجيم وبالزاي، قال ابن الأثير: أصل الحجزة موضع الإزار، ثم قيل للإزار حجزة للمجاورة. وقال غيره: وحجزة الإزار معقده، وحجزة السراويل التي فيها التكة. واحتجز الرجل بإزاره إذا شده على وسطه. قوله: (محتجزة) أي: شادة كساها على وسطها. فإن قلت: تقدم في الجهاد أنها أخرجته من العقاص لا من الحجزة؟ قلت: الحجزة هي المعقدة مطلقا، وقد مر الكلام فيه من وجوه. قوله: (ما بي إلا أكون) كلمة: إلا للاستثناء بكسر الهمزة وتقديره: أن لا أكون. قوله: (القوم) أي: المشركين. قوله: (يد) أي: يد نعمة ويد منة. قوله: (لعل الله) قال النووي: معنى الترجي راجع إلى عمر لأن وقوعه محقق عند الرسول. قلت: الترجي في كلام الله وكلام رسوله للوقوع، وقد وقع عند أحمد وأبي داود وابن أبي شيبة من حديث أبي هريرة بالجزم، ولفظه: إن الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم، وعند أحمد بإسناد على شرط مسلم من حديث جابر مرفوعا: لن يدخل النار أحد شهد بدرا. قوله: (اعملوا ما شئتم) ظاهره مشكل لأنه للإباحة وهو خلاف عقد الشرع. وأجيب: بأنه إخبار عن الماضي، أي: كل عمل كان لكم فهو مغفور، ويؤيده أنه لو كان لما يستقبل من العمل لم يقع بلفظ الماضي، ولقال: فسأغفر لكم، ورد بأنه لو كان للماضي لما حسن الاستدلال به في قصة حاطب، لأنه صلى الله عليه وسلم خاطب به عمر منكرا عليه ما قال في أمر حاطب، وهذه القصة كانت بعد بدر بست سنين، فدل على أن المراد ما سيأتي، وإنما أورده بلفظ الماضي مبالغة في تحقيقه، وقيل: معناه الغفران لهم في الآخرة، وإلا فلو توجه على أحد منهم حد مثلا يستوفى منه، ألا ترى أن عمر، رضي الله تعالى عنه، حد قدامة بن مظعون حين شرب الخمر وهو يدري؟ قوله: (أو فقد غفرت لكم) شك من الراوي.
10 ((باب)) أي: هذا باب كذا وقع مجردا عن الترجمة، وهو غير معرب إلا إذا قدر ما ذكرنا، لأن الإعراب يستدعي التركيب، وكل ما ذكر فيه لا يخلو عن أمر من أمور بدر.
33 - (حدثني عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل عن حمزة بن أبي أسيد والزبير بن المنذر بن أبي أسيد عن أبي أسيد رضي الله عنه قال قال لنا رسول الله يوم بدر إذا أكثبوكم فارموهم واستبقوا نبلكم) عبد الله بن محمد هو المعروف بالمسندي وأبو أحمد هو محمد بن عبد الله الأسدي الزبيري وليس من نسل الزبير بن العوام وعبد الرحمن هو ابن سليمان بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حنظلة الغسيل وهو المعروف بغسيل الملائكة قتل يوم أحد شهيدا قتله أبو سفيان بن حرب وكان قد ألم بأهله حين خروجه إلى أحد ثم هجم عليه في الخروج إلى النفير ما أنساه الغسل وأعجله عنه فلما قتل شهيدا أخبر رسول الله بأن الملائكة غسلته وسليمان المذكور نسب إلى حنظلة المذكور وهو جد أبيه وحمزة بن أبي أسيد مصغر الأسد واسمه مالك بن ربيعة بن مالك الأنصاري الساعدي الخزرجي والزبير بن المنذر بلفظ اسم فاعل من الانذار ابن مالك المذكور وفيه اختلاف فقيل هو الزبير بن مالك وقال الحاكم في كتاب المدخل هو زبير بن المنذر بن أبي أسيد وقيل زبير بن أبي أسيد وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي روى ابن الغسيل عن الزبير فقال عن الزبير بن المنذر بن أبي أسيد عن أبي أسيد وروى عنه غيره فقال عن الزبير بن أبي أسيد عن أبي أسيد وقال الكرماني وفيه اختلاف آخر من جهة النسخ ففي بعضها ذكر في الإسناد ابن الزبير بن المنذر وفي بعضها في الإسناد الثاني يعني الذي يأتي ذكر المنذر عن أبي أسيد وأسقط لفظ الزبير هذا والمفهوم من بعض الكتب أن الزبير هو بنفسه المنذر سماه رسول الله بالمنذر * والحديث مضى في كتاب الجهاد في باب التحريض على الرمي