وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قال فقال عمر يا رسول الله ما تكلم من أجساد لا أرواح لها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم قال قتادة أحياهم الله حتى أسمعهم قوله توبيخا وتصغيرا ونقمة وحسرة وندما. (انظر الحديث 3065).
مطابقته للترجمة الزائدة وهي قوله: (وغيره) بعد قوله: باب عدة أصحاب بدر، وعلى تقدير عدم هذه الزيادة يكون وجه المطابقة هو كون هذا الحديث مما يتعلق بغزوة بدر بطريق الاستئناس والاستقراب.
وعبد الله بن محمد هو المعروف بالمسندي وفيه رواية صحابي عن صحابي: أنس عن أبي طلحة زيد بن سهل الأنصاري.
قوله: (من صناديد قريش) الصناديد جمع صنديد بوزن عفريت وهو السيد الشجاع العظيم، ووقع عند ابن عائذ عن سعيد بن بشر عن قتادة: بضعة وعشرين، ولا منافاة بين الروايتين لأن البضع يطلق على الأربع أيضا، وفي حديث البراء على ما سيأتي: أن قتلى بدر كانوا سبعين والذين طرحوا في القليب كانوا الرؤساء منهم. قوله: (فقذفوا) على صيغة المجهول أي: طرحوا. قوله: (في طوى) بفتح الطاء المهملة وكسر الواو وتشديد الياء: وهي البئر المطوية بالحجارة، ويجمع على أطواء. قوله: (خبيث) أي: غير طيب، ومخبث، بضم الميم وكسر الباء الموحدة من قولهم أخبث أي اتخذ أصحابا خبثا. قوله: (وكان إذا ظهر) أي: وكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إذا غلب على قوم أقام بالعرصة وهي كل موضع واسع لا بناء فيه، وهذا أخرجه في كتاب الجهاد في: باب من غلب العدو فأقام على عرصتهم ثلاثا: حدثنا محمد بن عبد الرحيم حدثنا روح بن عباد حدثنا سعيد عن قتادة قال: ذكر لنا أنس بن مالك عن أبي طلحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال، ومر الكلام فيه هناك. قوله: (فشد) على صيغة المجهول: (ورحلها) مرفوع به. قوله: (على شفة الركي) أي: على طرف البئر، وفي رواية الكشميهني: على شفير الركي، والركي: بفتح الراء وتشديد الياء: وهو البئر، قبل أن تطوى. فإن قلت: بين قوله: (في طوى) وبين قوله: (الركي) منافاة. قلت: لا منافاة لأنها كانت مطوية ثم استهدمت فصارت كالركي. قوله: (فجعل يناديهم بأسمائهم) وفي رواية ابن إسحاق وأحمد وغيرهما من حديث حميد عن أنس: فنادى: يا عتبة بن ربيعة، ويا شيبة بن ربيعة، ويا أمية بن خلف، ويا أبا جهل بن هشام.. الحديث، وفي ذكر أمية معهم نظر، لأن أمية لم يلق في القليب لأنه كان ضخما فانتفخ فألقوا عليه من الحجارة والتراب ما غيبه. فإن قلت: ما وجه تخصيص هؤلاء بالخطاب؟ قلت: لأنه تقدم منهم من المعاندة العظيمة فخاطبهم بذلك توبيخا لهم، وطرح باي القتلى في أمكنة أخرى، وقال الواقدي: القليب الذي ألقوا فيه كان قد حفره رجل من بني النجار فناسب أن يلقى فيه هؤلاء الكفار. قوله: (قال عمر: يا رسول الله ما تكلم؟) كلمة: ما، استفهامية. قوله: (منهم)، أي: من الذين ألقوا في القليب.
قوله: (قال قتادة)، هو موصول بالإسناد المذكور. قوله: (حتى أسمعهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم) قوله: (توبيخا) أي: لأجل التوبيخ، وهو التعيير واللوم. قوله: (وندما) وفي رواية الإسماعيلي تندما، والمنصوبات كلها على التعليل.
3977 حدثنا الحميدي حدثنا عمر و عن عطاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما الذين بدلوا نعمة الله كفرا قال هم والله كفار قريش قال عمر و هم قريش ومحمد صلى الله عليه وسلم نعمة الله: وأحلوا قومهم دار البوار قال النار يوم بدر. (الحديث 3977 طرفه في: 4700).
وجه ذكر هذا هنا ما ذكرناه في ترجمة الحديث السابق، والحميدي عبد الله بن الزبير، وسفيان هو ابن عيينة، وعمرو هم ابن دينار، وعطاء هو ابن أبي رباح.
والحديث أخرجه البخاري أيضا في التفسير عن علي بن عبد الله عن سفيان. وأخرجه النسائي في التفسير عن قتيبة عن سفيان.
قوله: (قال: هم) أي: قال ابن عباس: هم، أي الذين بدلوا نعمة الله كفرا (والله كفار قريش) ورواه عبد الرزاق عن ابن عيينة، قال: هم كفار قريش، أو أهل مكة، وروى الطبري عن أبي كريب عن ابن عيينة: هم والله