33 ((باب إسلام أبي ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه)) أي: هذا باب في بيان إسلاك أبي ذر، واسمه جندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن حزام بن غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناف بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، وقيل غير ذلك، وفي (التهذيب): اختلف في اسمه واسم أبيه اختلافا كثيرا، فقيل: اسمه جندب بن جنادة، وقيل: بربر بن جندب، وقيل: بربر بن عشرقة، وقيل: جندب بن السكن والمشهور ما ذكرناه أولا. وأمه رملة بنت الوقيعة من بني غفار بن مليل، وكان أخا عمرو بن عبسة لأمه، قال خليفة بن خياط، مات سنة اثنتين وثلاثين بالربذة، قرية من قرى المدينة في خلافة عثمان بن عفان، وصلى عليه عبد الله بن مسعود، رضي الله تعالى عنه.
3861 حدثني عمرو بن عباس حدثنا عبد الرحمان بن مهدي حدثنا المثنى عن أبي جمرة عن ابن عباس رضي لله تعالى عنهما قال لما بلغ أبا ذر مبعث النبي صلى الله عليه وسلم قال لأخيه اركب إلى هاذا الوادي فاعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي يأتيه الخبر من السماء واسمع من قوله ثم ائتني فانطلق الأخ حتى قدمه وسمع من قوله ثم رجع إلى أبي ذر فقال له رأيته يأمر بمكارم الأخلاق وكلاما ما هو بالشعر فقال ما شفيتني مما أردت فتزود وحمل شنة له فيها ماء حتى قدم مكة فأتى المسجد فالتمس النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرفه وكره أن يسأل عنه حتى أدركه بعض الليل فرآه علي فعرف أنه غريب فلما رآه تبعه فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى أصبح ثم احتمل قربته وزاده إلى المسجد وظل ذلك اليوم ولا يراه النبي صلى الله عليه وسلم حتى أمسى فعاد إلى مضجعه فمر به علي فقال أما نال للرجل أن يعلم منزله فأقامه فذهب به معه لا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى إذا كان يوم الثالث فعاد علي على مثل ذلك فأقام معه ثم قال ألا تحدثني ما الذي أقدمك قال إن أعطيتني عهدا وميثاقا لترشدنني فعلت ففعل فأخبره قال فإنه حق وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أصبحت فاتبعني فإني إن رأيت