عمدة القاري - العيني - ج ١٧ - الصفحة ٩٣
أهل مكة. قال ابن عيينة: يعني كفارهم، وروى الطبري من وجه آخر عن علي، رضي الله تعالى عنه، نحوه لكن فيه: فأما بنو مخزوم فقطع الله دابرهم يوم بدر، وأما بنو أمية فمتعوا إلى حين، وأخرج الطبري عن عمر، رضي الله تعالى عنه، نحوه، وأخرج أيضا من وجه ضعيف عن ابن عباس، قال: هم جبلة بن الأيهم والذين اتبعوه من العرب فلحقوا بالروم، قوله: (قال عمرو) أي: عمرو بن دينار المذكور، وهو موصول بالإسناد المذكور، وقول عمرو هذا موقوف عليه، وكذا قوله: (دار البوار النار يوم بدر) قوله: (يوم بدر) ظرف لقوله: (أحلوا) أي: أنهم أهلكوا قومهم يوم بدر فأدخلوا النار، والبوار الهلاك، وسميت جهنم دار البوار لإهلاكها من يدخلها.
3978 حدثني عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه قال ذكر عند عائشة رضي الله تعالى عنها أن ابن عمر رفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن الميت يعذب في قبره ببكاء أهله فقالت وهل ابن عمر رحمه الله إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه ليعذب بخطيئته وذنبه وإن أهله ليبكون عليه الآن. قالت وذاك مثل قوله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على القليب وفيه قتلى بدر من المشركين فقال لهم ما قال إنهم ليسمعون ما أقول إنما قال إنهم الآن ليعلمون أن ما كنت أقول لهم حق ثم قرأت * (إنك لا تسمع الموتى) * (النمل: 280، الروم: 52). * (وما أنت بمسمع من في القبور) * (فاطر: 22). تقول حين تبوؤا مقاعدهم من النار. (انظر الحديث 1371 وطرفه).
مطابقته للترجمة من حيث إن له تعلقا بقضية بدر، أو تقول: لقوله: وغيره، في: باب قصة غزوة بدر، وغيره على تقدير وجود لفظ: وغيره، في بعض النسخ كما ذكرناه.
وعبيد بضم العين ابن إسماعيل أبو محمد الهباري القرشي الكوفي، وأبو أسامة حماد ابن أسامة وهشام هو ابن عروة بن الزبير.
قوله: (ذكر) على صيغة المجهول، وفي رواية الإسماعيلي: أن عائشة بلغها قوله: (إن ابن عمر رفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم) يعني: قال: قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم: يعذب الميت... إلى آخره، في حديث مطول، ومر الكلام فيه هناك. قوله: (فقالت)، أي: عائشة (وهل ابن عمر) بكسر الهاء، أي: غلط وزنا ومعنى، وأما: وهل، بفتح الهاء فمعناه: فزع ونسي. قوله: (إنما قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إنه ليعذب بخطيئته وذنبه) والحال أن أهله ليبكون عليه الآن، وهذا وجه رد عائشة على ابن عمر، والحاصل هنا أن ابن عمر حمل كلامه، صلى الله عليه وسلم على الحقيقة، وأن عائشة حملته على المجاز حيث أولته بما ذكرته. قوله: (قالت)، أي: عائشة. (وذاك مثل قوله) أي: الذي قاله ابن عمر هنا قوله: إن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إلى قوله: (حق)، ولفظ: مثل، في قوله: فقال لهم مثل ما قال، وقع في رواية الكشميهني: وفي رواية غيره: (فقال لهم ما قال) أي: ابن عمر. قوله: (إنهم ليسمعون)، بيان له أو بدل، ووجه المشابهة بينهما حمل ابن عمر على الظاهر، والمراد منهما أي: من الحديثين غير الظاهر. قوله: (إنما قال) أي: النبي صلى الله عليه وسلم: (إنهم الآن ليعلمون أنما كنت أقول لهم حق) أرادت بذلك أن لفظ الحديث أنهم ليعلمون وأن ابن عمر وهم في قوله: (ليسمعون) وقال البيهقي: العلم لا يمنع من السماع، وقال الإسماعيلي: إن كانت عائشة قالت ما قالته رواية، فرواية ابن عمر أنهم ليسمعون وعلمهم لا يمنع من سماعهم. قوله: (ثم قرأت عائشة...) إلى آخره، أرادت بذلك تأكيد ما ذهبت إليه. وأجيب عن الآية: بأن الذي يسمعهم هو الله تعالى، والمعنى أنه صلى الله عليه وسلم لا يسمعهم، ولكن الله أحياهم حتى سمعوا، كما قال قتادة. وقال السهيلي: وعائشة لم تحضر وغيرها ممن حضر حفظا للفظه، وقد قالوا له: أتخاطب قوما قد جيفوا؟ فقال: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، وإذا جاز أن يكونوا سامعين، إما بآذان رؤوسهم إذا قلنا إن الأرواح تعاد إلى الأجساد عند المسألة، وهو قول الأكثر من أهل السنة، وإما بآذان القلب والروح، على مذهب من يقول: يتوجه السؤال إلى الروح من غير رجوع منه إلى الجسد أو إلى بعضه. قوله: يقول القائل
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»