عمدة القاري - العيني - ج ١٧ - الصفحة ٩٨
الإضافة يبنى على الضم. قوله: (وثواب الصدق)، بالجر عطف على قوله: من الخير، وأريد بالصدق الأمر المرضي الصالح، ويحتمل أن يكون من باب إضافة الموصوف إلى الصفة، أي: الصواب الصالح الجيد.
3988 حدثني يعقوب بن إبراهيم حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده قال قال عبد الرحمان ابن عوف إني لفي الصف يوم بدر إذ التفت فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السن فكأني لم آمن بمكانهما إذ قال لي أحدهما سرا من صاحبه يا عم أرني أبا جهل فقلت يا ابن أخي وما تصنع به قال عاهدت الله إن رأيته أن أقتله أو أموت دونه فقال لي الآخر سرا من صاحبه مثله فما سرني أني بين رجلين مكانهما فأشرت لهما إليه فشدا عليه مثل الصقرين حتى ضرباه وهما ابنا عفراء. (انظر الحديث 3141 وطرفه).
وجه ذكره هنا ما ذكرناه في أول الباب، ويعقوب ذكر مجردا في رواية الأكثرين، ووقع في رواية أبي ذر والأصيلي: يعقوب بن إبراهيم، وجزم الكلاباذي بأنه ابن حميد بن كاسب، وذكر في (رجال الصحيحين): وللبخاري وحده يعقوب غير منسوب يقال هو ابن حميد بن كاسب أبو يوسف المدني سكن مكة، سمع إبراهيم بن سعد، روى عنه البخاري، وقيل له: يعقوب بن كاسب، ما قولك فيه؟ قال: لم نر إلا خيرا، وهو في الأصل صدوق، روى عنه في الصلح وفي: باب من شهد بدرا من الملائكة، وقال: مات آخر سنة أربعين ومائتين، وقال الكرماني: الحديث مسلسل بالأبوة إذ هو: يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن، يعني: كل واحد منهم يروي عن أبيه قلت: هذا غلط، لأن يعقوب مات قبل أن يرحل البخاري، وروى له الكثير بواسطة، والذي قاله الكرماني جوزه أبو مسعود في (الأطراف)، ولكنهم غلطوه: فكأن الكرماني لم يطلع إلا على هذا فجزم بأنه يعقوب بن إبراهيم بن سعد، والآفة في مثل هذا من عدم التأمل والتقليد، ومال المزي إلى: أنه يعقوب بن إبراهيم الدورقي، والله أعلم، وإبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، رضي الله تعالى عنه، يروي عن أبيه سعد، وسعد يروي عن جده عبد الرحمن بن عوف.
والحديث مضى في الخمس في: باب من لم يخمس الأسلاب، فإنه أخرجه هناك عن مسدد عن يوسف بن الماجشون بأتم منه وأطول، ومضى الكلام فيه هناك.
قوله: (فكأني لم آمن بمكانهما) أي: من العدو لجهة مكانهما، ويحتمل أن يكون مكانهما كناية عنهما، أي: لم أثق بهما لأنه لم يعرفهما فلم يأمن أن يكونا من العدو، وجاء في (مغازي ابن عائذ) ما يوضح معنى هذا، فإنه أخرج هذه القصة مطولة بإسناد منقطع، وزاد فيها: فأشفقت أن يؤتى الناس من ناحيتي لكوني بين غلامين حديثين. قوله: (إذ قال)، أي: حين قال (لي أحدهما) أي: أحد الغلامين المذكورين. قوله: (أرني)، بفتح الهمزة، أمر من الإراءة. قوله: (إن رأيته أن أقتله أو أموت دونه) أي: أو أن أموت دونه، وكلمة: أو، هنا يصلح أن تكون شرطية لأنها من جملة معانيها الاثنا عشر، ولكن التحقيق هنا أن كلمة: أو، بمعنى الواو، ولكن الفعل الذي قبلها دل على معنى حرف الشرط فدخلها معنى الشرط، والأولى أن تكون بمعنى: إلى، والمعنى: إن رأيته أن أعالج قتله إلى أن أموت دونه، قوله: (فما سرني) كلمة: ما، للنفي. قوله: (مكانهما)، أي: بدلهما. قوله: (إليه) أي: إلى أبي جهل. قوله: (مثل الصقرين) تثنية صقر وهو الطائر الذي يصاد به، وإنما شبههما بالصقر لما فيه من الشهامة والإقدام على الصيد، ولأنه إذا نشب لم يفارقه حتى يأخذه، ولأول من صاد بالصقر من العرب الحارث بن معاوية بن ثور الكندي، ثم اشتهر الصيد به. قوله: (وهما) أي: الغلامان المذكوران (ابنا عفراء) معاذ ومعوذ، وقد مر البحث فيه قريبا وبعيدا.
3988 حدثني يعقوب بن إبراهيم حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده قال قال عبد الرحمان ابن عوف إني لفي الصف يوم بدر إذ التفت فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السن فكأني لم آمن بمكانهما إذ قال لي أحدهما سرا من صاحبه يا عم أرني أبا جهل فقلت يا ابن أخي وما تصنع به قال عاهدت الله إن رأيته أن أقتله أو أموت دونه فقال لي الآخر سرا من صاحبه مثله فما سرني أني بين رجلين مكانهما فأشرت لهما إليه فشدا عليه مثل الصقرين حتى ضرباه وهما ابنا عفراء. (انظر الحديث 3141 وطرفه).
وجه ذكره هنا ما ذكرناه في أول الباب، ويعقوب ذكر مجردا في رواية الأكثرين، ووقع في رواية أبي ذر والأصيلي: يعقوب بن إبراهيم، وجزم الكلاباذي بأنه ابن حميد بن كاسب، وذكر في (رجال الصحيحين): وللبخاري وحده يعقوب غير منسوب يقال هو ابن حميد بن كاسب أبو يوسف المدني سكن مكة، سمع إبراهيم بن سعد، روى عنه البخاري، وقيل له: يعقوب بن كاسب، ما قولك فيه؟ قال: لم نر إلا خيرا، وهو في الأصل صدوق، روى عنه في الصلح وفي: باب من شهد بدرا من الملائكة، وقال: مات آخر سنة أربعين ومائتين، وقال الكرماني: الحديث مسلسل بالأبوة إذ هو: يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن، يعني: كل واحد منهم يروي عن أبيه قلت: هذا غلط، لأن يعقوب مات قبل أن يرحل البخاري، وروى له الكثير بواسطة، والذي قاله الكرماني جوزه أبو مسعود في (الأطراف)، ولكنهم غلطوه: فكأن الكرماني لم يطلع إلا على هذا فجزم بأنه يعقوب بن إبراهيم بن سعد، والآفة في مثل هذا من عدم التأمل والتقليد، ومال المزي إلى: أنه يعقوب بن إبراهيم الدورقي، والله أعلم، وإبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، رضي الله تعالى عنه، يروي عن أبيه سعد، وسعد يروي عن جده عبد الرحمن بن عوف.
والحديث مضى في الخمس في: باب من لم يخمس الأسلاب، فإنه أخرجه هناك عن مسدد عن يوسف بن الماجشون بأتم منه وأطول، ومضى الكلام فيه هناك.
قوله: (فكأني لم آمن بمكانهما) أي: من العدو لجهة مكانهما، ويحتمل أن يكون مكانهما كناية عنهما، أي: لم أثق بهما لأنه لم يعرفهما فلم يأمن أن يكونا من العدو، وجاء في (مغازي ابن عائذ) ما يوضح معنى هذا، فإنه أخرج هذه القصة مطولة بإسناد منقطع، وزاد فيها: فأشفقت أن يؤتى الناس من ناحيتي لكوني بين غلامين حديثين. قوله: (إذ قال)، أي: حين قال (لي أحدهما) أي: أحد الغلامين المذكورين. قوله: (أرني)، بفتح الهمزة، أمر من الإراءة. قوله: (إن رأيته أن أقتله أو أموت دونه) أي: أو أن أموت دونه، وكلمة: أو، هنا يصلح أن تكون شرطية لأنها من جملة معانيها الاثنا عشر، ولكن التحقيق هنا أن كلمة: أو، بمعنى الواو، ولكن الفعل الذي قبلها دل على معنى حرف الشرط فدخلها معنى الشرط، والأولى أن تكون بمعنى: إلى، والمعنى: إن رأيته أن أعالج قتله إلى أن أموت دونه، قوله: (فما سرني) كلمة: ما، للنفي. قوله: (مكانهما)، أي: بدلهما. قوله: (إليه) أي: إلى أبي جهل. قوله: (مثل الصقرين) تثنية صقر وهو الطائر الذي يصاد به، وإنما شبههما بالصقر لما فيه من الشهامة والإقدام على الصيد، ولأنه إذا نشب لم يفارقه حتى يأخذه، ولأول من صاد بالصقر من العرب الحارث بن معاوية بن ثور الكندي، ثم اشتهر الصيد به. قوله: (وهما) أي: الغلامان المذكوران (ابنا عفراء) معاذ ومعوذ، وقد مر البحث فيه قريبا وبعيدا.
3989 حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إبراهيم أخبرنا ابن شهاب قال أخبرني عمرو بن أسيد بن جارية الثقفي حليف بني زهرة وكان من أصحاب أبي هريرة عن أبي هريرة رضي
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»