أبي الأسود عن عروة بعثهم عيونا إلى مكة ليأتوه بخبر قريش. قوله: (وأمر) بتشديد الميم. قوله: (عاصم بن ثابت) وفي السير: أمر عليهم مرثد بن أبي مرثد. قوله: (وهو جد عاصم بن عمر) وقد ذكرنا فيما تقدم أنه خال عاصم لا جده، وقال الكرماني: جد عاصم عند بعضهم، وأما الأكثرون فيقولون: هو خاله لا جده. قوله: (عسفان) بضم العين وسكون السين المهملتين: وهي قرية على مرحلتين من مكة، وقد مر غير مرة. قوله: (ذكروا) على صيغة المجهول. قوله: (بنو لحيان) بكسر اللام، وقيل بفتحها، ولحيان هو ابن هذيل نفسه، وهذيل هو ابن مدركة بن إلياس بن مضر، وزعم الهمداني النسابة أن أصل بني لحيان من بقايا جرهم دخلوا في هذيل فنسبوا إليهم، وقال الواقدي: إن سبب خروج بني لحيان عليهم قتل سفيان بن نتيج الهذلي، وكان قتل سفيان هذا على يد عبد الله بن أنيس، وذكر أبو داود قصته بإسناد حسن. قوله: (فاقتصوا آثارهم) أي: اتبعوها شيئا فشيئا، ومنه قوله تعالى: * (وقالت لأخته قصيه) * (القصص: 11) أي: اتبعي أثره، ويجوز بالسين. قوله: (إلى فدفد)، بفتح الفاءين وسكون المهملة الأولى، وهو الرابية المشرفة، ووقع في رواية أبي داود: إلى قردد، بقاف وراء ودالين، وقال ابن الأثير: هو الموضع المرتفع، وقيل: الأرض المستوية، والأول أصح. قوله: (اللهم أخبر نبيك)، ويروي: (اللهم أخبر عنا رسولك)، وفي رواية الطيالسي: عن إبراهيم بن سعد: فاستجاب الله لعاصم، فأخبر رسوله خبره فأخبر أصحابه بذلك يوم أصيبوا. قوله: (في سبعة)، أي: في جملة سبعة. قوله: (وبقي خبيب)، هو ابن عدي. قوله: (وزيد)، هو ابن الدثنة، بفتح الدال المهملة وكسر الثاء المثلثة وفتح النون. قوله: (ورجل آخر)، هو عبد الله بن طارق الظفري، بين ذلك ابن إسحاق في روايته حيث قال: فأما خبيب بن عدي وزيد بن الدثنة وعبد الله بن طارق فاستأسروا. قوله: (فقال الرجل الثالث) هو عبد الله بن طارق. قوله: (حتى باعوهما) أي: خبيبا وزيدا، وفي رواية ابن إسحاق: فأما زيد فابتاعه صفوان بن أمية فقتله بأبيه، وقال ابن سعد: الذي تولى قتله نسطاس مولى صفوان. قوله: (فاشترى خبيبا بنو الحارث)، بين ابن إسحاق أن الذي اشتراه جحير بن أبي أهاب التميمي حليف بني نوفل، وكان أخا الحارث بن عامر لأمه، وفي رواية بريدة بن سفيان بأنهم اشتروا خبيبا بأمة سوداء، وقال ابن هشام: باعوهما بأسيرين من هذيل كانا بمكة، ولا منافاة بينهما لإمكان الجمع. قوله: (وكان خبيب هو الذي قتل الحارث يوم بدر) هكذا وقع في رواية البخاري، في حديث أبي هريرة، فذكر خبيب بن عدي فيمن شهد بدرا، وقال الحافظ الدمياطي، لم يذكر أحد من أهل المغازي أن خبيب بن عدي شهد بدرا ولا قتل الحارث بن عامر، وإنما ذكروا أن الذي قتل الحارث بن عامر ببدر خبيب ابن أساف، وهو غير خبيب بن عدي وهو خزرجي، وخبيب بن عدي أوسي. قوله: (من بعض بنات الحارث) ذكر في (الأطراف) لخلف: أن اسمها زينب بنت الحارث، وهي أخت عقبة بن الحارث الذي قتل خبيبا، وقيل: امرأته. قوله: (وكانت تقول)، الضمير فيه يرجع إلى بعض بنا الحارث وهو زينب، كما ذكرنا، وقال ابن إسحاق: عن عبد الله بن أبي نجيح، قال: حدثت عن ماوية مولاة جحير، بالراء في آخره: ابن أبي إهاب، وكانت قد أسلمت، قالت: حبس خبيب في بيتي ولقد أطلعت عليه يوما وإن في يده لقطفا من عنب مثل رأس الحبل يأكل منه قيل أن كان هذا محفوظا احتمل أن يكون كل من ماوية وزينب رأت القطف في يده يأكله وإن التي حبس في بيتها ماوية، والتي كانت تحرسه زينب، جمعا بين الروايتين، وذكر ابن بطال: أن اسم المرأة جويرية، قال بعضهم: فيحتمل أن يكون لما رأى قول ابن إسحاق، إنها مولاة جحير بن أبي إهاب أطلق عليها جويرية لكونها أمته، أو يكون وقعت له رواية فيها أن اسمها جويرة؟ قلت: الاحتمال الثاني له وجه، والأول بعيد. قوله: (عن صبي لي)، ذكر الزبير بن بكار أن هذا الصبي هو أبو حسين بن الحارث بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، وهو جد عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي المحدث، وهو من أقران الزهري. قوله: (من قطف عنب) بكسر القاف: وهو العنقود. قوله: (لموثق)، بفتح الثاء المثلثة أي: مقيد بالحديد. قوله: (فخرجوا به من الحرم)، قال ابن إسحاق: أخرجوه إلى التنعيم. قوله: (دعوني أصلي) بالياء في رواية الأكثرين، وفي رواية الكشميهني: أصل، بغير ياء. وقال موسى بن عقبة: إنه صلى ركعتين في موضع مسجد التنعيم. قوله: (اللهم إحصهم عددا) دعاء عليهم بالاستئصال والهلاك بحيث لا يبقى منهم أحد، وزاد في رواية إبراهيم بن سعد: (واقتلهم بددا). أي: متفرقين (ولا تبق منهم أحدا) ويروى أنه لما رفع على الخشبة استقبل الدعاء، فلبد رجل بالأرض خوفا من
(١٦٨)