عمدة القاري - العيني - ج ١٧ - الصفحة ١٦٤
هو محمد بن المنكدر بن عبد الله القرشي التيمي المدني، وهذا تعليق وصله الإسماعيلي: حدثنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد... إلخ، والحديث مضى في الجنائز في: باب ما يكره من النياحة على الميت بأتم منه، أخرجه عن علي بن عبد الله عن سفيان عن ابن المنكدر.
قوله: (ينهوني) بحذف نون الجمع على لغة، ويروى: يلهونني، على الأصل. قوله: (لم ينه) أي: لم ينه جابرا، والدليل عليه رواية الإسماعيلي: والنبي صلى الله عليه وسلم لا ينهاني. قوله: (لا تبكيه) ظاهره يقتضي أن النهي لجابر، وبه صرح الكرماني، ولأن قوله: لا تبكيه، خطاب بصيغة المذكر فيكون النهي لجابر. قوله: (أو ما تبكيه؟) شك من الراوي، قال الكرماني: كلمة: ما، للاستفهام يعني: لم تبكيه، وقال بعضهم: ظاهره أن النهي لجابر وليس كذلك، وإنما النهي لفاطمة بنت عمرو وعمة جابر، وقد أخرجه مسلم من طريق غندر عن شعبة بلفظ: قتل أبي فذكر الحديث إلى أن قال: وجعلت بنت عمرو عمتي تبكيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تبكيه، وكذا تقدم عند المصنف في الجنائز نحو هذا. انتهى. قلت: الذي تقدم عند المصنف في الجنائز ليس كذلك، لأن لفظه هناك: فذهبت أريد أن أكشف عنه فنهاني قومي، ثم ذهبت أريد أن أكشف عنه فنهاني قومي، فأمر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فرفع فسمع صوت صائحة، فقال: من هذه؟ فقالوا: بنت عمرو، أو أخت عمرو، قال: فلم تبكي أو لا تبكي... الحديث، وكيف يترك صريح النهي لجابر ويقال: النهي هنا لفاطمة بنت عمرو وليس لها هنا ذكر؟ وهذا تصرف عجيب، وإن كان أصل الحديث واحدا، فلا يمنع أن يكون النهي هنا لجابر وهناك لفاطمة، وبهذا قال الكرماني، ومر هذا الحديث في: باب ما يكره من النياحة، لكن ثمة روي أنه صلى الله عليه وسلم، قال لعمة عبد الله: لم تبكي أو لا تبكي، وههنا قاله لجابر.
4081 حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن جده أبي بردة عن أبي موساى رضي الله تعالى عنه أرى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت في رؤياي أني هززت سيفا فانقطع صدره فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد ثم هززته أخري فعاد أحسن ما كان فإذا هو ما جاء به الله من الفتح واجتماع المؤمنين ورأيت فيها بقرا خير فإذا هم المؤمنون يوم أحد..
مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: (فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد) وأبو أسامة حماد بن أسامة، وبريد، بضم الباء الموحدة وأبو بردة، بضم الباء أيضا: اسمه عامر، وقيل: غير ذلك، وقد مر غير مرة، وبريد هذا يروي عن جده أبي بردة وأبو بردة يروي عن أبيه أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري.
والحديث أخرجه البخاري مقطعا في غير موضع في المغازي وعلامات النبوة والتعبير.
قوله: (أرى عن النبي صلى الله عليه وسلم) كذا وقع في الأصول، وهو بضم الهمزة بمعنى: أظن. قال بعضهم: القائل ذلك هو البخاري. فكأنه شك هل سمع من شيخه صيغة الرفع أم لا؟ قلت: يحتمل أن يكون قائله شيخه محمد بن العلاء. قوله: (رأيت) وفي رواية الكشميهني: أريت، على صيغة المجهول. قوله: (سيفا) وفي رواية الكشميهني: سيفي، وقد تقدم في أول الغزوة أنه ذو الفقار. قوله: (فانقطع صدره) وعند ابن إسحاق: وأريت في ذباب سيفي ثلما، وعند أبي الأسود في المغازي عن عروة: رأيت سيفي ذا الفقار قد انقصم من عند ظبته، وكذا عند ابن سعد. قوله: (بقرا) بالباء الموحدة والقاف وفي رواية أبي الأسود عن عروة: بقرا تذبح، وكذا في حديث ابن عباس عند أبي يعلى. قوله: (والله خير) كذا بالرفع فيهما على أنه مبتدأ وخبر وفيه حذف تقديره: وثواب الله خير، أو صنع الله بالمقتولين خير لهم من بقائهم في الدنيا، وقال السهيلي: معناه رأيت بقرا تنحر والله عنده خير، وفي رواية ابن إسحاق: إني رأيت والله خيرا، رأيت بقرا، قال النووي: جاء في رواية: رأيت بقرا تنحر، وبهذه الزيادة يتم تأويل الرؤيا: إذ نحر البقر هو قتل الصحابة بأحد.
119 - (حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا الأعمش عن شقيق عن خباب رضي
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»