قريبا وإن قتلوني أتيتم أصحابكم فقال أتؤمنوني أبلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يحدثهم وأومؤا إلى رجل فأتاه من خلفه فطعنه قال همام أحسبه حتى أنفذه بالرمح قال الله أكبر فزت ورب الكعبة فلحق الرجل فقتلوا كلهم غير الأعرج كان في رأس جبل فأنزل الله تعالى علينا ثم كان من المنسوخ إنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا فدعا النبي صلى الله عليه وسلم عليهم ثلاثين صباحا على رعل وذكوان وبني لحيان وعصية الذين عصووا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم..
مطابقته للترجمة تؤخذ من معنى الحديث، وهمام: بتشديد الميم: هو ابن يحيى بن دينار البصري، والحديث مضى في كتاب الجهاد في: باب من ينكب في سبيل الله فإنه أخرجه هناك عن حفص بن عمر عن همام عن إسحاق وفيهما من الزيادة والنقصان.
قوله: (بعث خاله) أي: خال أنس، رضي الله تعالى عنه واسمه حرام ضد حلال ابن ملحان، واسم ملحان مالك بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن مالك النجار الأنصاري، شهد بدرا مع أخيه سليم بن ملحان، وشهدا أحدا. وقال الكرماني: قوله: (خاله) الضمير لأنس أو للنبي، صلى الله عليه وسلم، لأنه كان خاله إما من جهة الرضاعة وإما من جهة النسب، وإن كان بعيدا. قوله: (أخ لأم سليم) أي: هو أخ لأم سليم فيكون ارتفاعه على أنه خبر مبتدأ محذوف، ويروى: (أخا لأم سليم)، بالنصب على أنه بدل من قوله: خاله، الذي هو مفعول: بعث، وأم سليم، بضم السين بنت ملحان كانت تحت مالك بن النضر أبو أنس بن مالك في الجاهلية، فولدت له أنس بن مالك، فلما جاء الإسلام أسلمت مع قومها وعرضت الإسلام على زوجها فغضب عليها وخرج إلى الشام فهلك هناك، ثم خلف عليها بعده أبو طلحة الأنصاري، وقال أبو عمر: اختلف في اسم أم سليم: فقيل: سهلة، وقيل: رميلة، وقيل: رمية، وقيل: مليكة، ويقال: الغميصاء والرميصاء. قوله: (في سبعين راكبا) يتعلق بقوله: بعث. قوله: (عامر بن الطفيل)، بضم الطاء مصغر الطفل ابن مالك بن جعفر بن كلاب وهو ابن أخي براء عامر بن مالك. قوله: (خير)، على صيغة المعلوم، والضمير فيه يرجع إلى عامر والمفعول محذوف أي النبي صلى الله عليه وسلم تعالى عليه السلم وروى البيهقي في الدلائل من رواية عثمان بن سعيد عن موسى بن إسماعيل شيخ البخاري ولفظه وكان أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: أخيرك بين ثلاث خصال، فذكر الحديث. قوله: (أهل السهل)، أي: البوادي، وأهل المدر أهل البلاد. قوله: (بأهل غطفان)، بفتح الغين المعجمة والطاء المهملة والفاء، قال الرشاطي: غطفان في قيس غيلان غطفان بن سعد بن قيس، وفي حذام غطفان بن سعد ابن إياس بن حرام بن حذام، وفي جهينة غطفان بن قيس بن جهينة، قال ابن دريد: غطفان فعلان من الغطف وهو قلة هدب العينين. قوله: (بألف وألف)، وفي رواية عثمان بن سعيد بألف أشقر وألف شقراء. قوله: (فطعن عامر)، بضم الطاء المهملة وكسر العين أي: أصابه الطاعون وطلع له في أصل أذنه غدة عظيمة كالغدة التي تطلع على البكر. قوله: (غده)، بضم الغين المعجمة وتشديد الدال، قال الأصمعي: من أدواء الإبل الغدة، يقال: أغد البعير فهو مغد، وناقة مغد بغير هاء، ويقال: جمل مغدود وناقة مغدودة، وكل قطعة صلبة بين القصبة والسلعة يركبها الشحم فهي غدة، تكون في العنق وفي سائر الجسد. قوله: (البكر)، بفتح الباء الموحدة وسكون الكاف: وهو الفتى من الإبل بمنزلة الغلام من الناس، والأنثى بكرة، وقد يستعار للناس. قوله: (في بيت امرأة من آل فلان)، وقد بينت هي في حديث سهل بن سعد أخرجه الطبراني، فقال: امرأة من آل سلول، وفي حديث أيضا: وأن النبي صلى الله عليه وسلم، دعا عليه أي: على عامر، فقال: اللهم إكفني عامرا، قال: فجاء إلى بيت امرأة من آل سلول، قلت: سلول هي بنت ذهل بن شيبان وزوجها مرة بن صعصعة أخو عامر بن صعصعة فنسب بنوه إليها. قوله: (فانطلق حرام)، وهو خال أنس، رضي الله تعالى عنه. قوله: (وهو رجل أعرج)، الواو فيه للحال على حسب ما وقع هنا على أن الأعرج صفة حرام وليس كذلك، بل الأعرج غيره لأن حراما لم يكن أعرج، والأعرج غيره، وحرام قتل والأعرج لم يقتل والصواب: فانطلق حرام هو ورجل أعرج، فكان الكاتب قدم الواو سهوا، واسم الأعرج: كعب بن زيد من بني دينار بن النجار.