عمدة القاري - العيني - ج ١٧ - الصفحة ١٦٢
أخت عائشة، والزبير أبوه، وأبو بكر عطف على أبوك، ويروى: أبواك، فأبو بكر عطف على الزبير، وأطلق الأب على أبي بكر وهو جده مجازا. قوله: (انتدب) يقال: ندبه لأمر فانتدب أي: دعاه له فأجاب. قوله: (سبعون رجلا) منهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمار بن ياسر وطلحة وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وذكر عبد الرزاق من مرسل عروة عبد الله بن مسعود، وفي حديث الباب: الزبير، رضي الله تعالى عنهم، وقال ابن جرير: حدثني محمد بن سعد حدثني أبي حدثني عمي حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس، قال: إن الله قذف في قلب أبي سفيان الرعب يوم أحد بعد الذي كان منه، ما كان فرجع إلى مكة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن أبا سفيان قد أصاب منكم طرفا وقد رجع وقذف الله في قلبه الرعب، وكانت وقعة أحد في شوال وكان التجار يقدمون المدينة في ذي القعدة فينزلون ببدر الصغرى في كل سنة مرة وأنهم قدموا بعد وقعة أحد وكان أصاب المؤمنين القرح واشتكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، واشتد عليهم الذي أصابهم، وأن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ندب الناس لينطلقوا معه ويتبعوا ما كانوا متبعين، وقال: إنما يرتحلون الآن فيأتون الحج ولا يقدرون على مثلها حتى عام مقبل، فجاء الشيطان فخوف أولياءه فقال: * (إن الناس قد جمعوا لكم) * (آل عمران: 173). فأبى عليه الناس أن يتبعوه فقال: إني ذاهب، وإن لم يتبعني أحد لأحضض، فانتدب معه أبو بكر فذكر من ذكرناهم الآن وفيهم زيادة: حذيفة بن اليمان وأبو عبيدة بن الجراح في سبعين رجلا، فساروا في طلب أبي سفيان فطلبوه حتى بلغوا الصفراء فأنزل الله * (الذين استجابوا لله والرسول) * (آل عمران: 173). الآية.
27 ((باب من قتل من المسلمين يوم أحد منهم حمزة بن عبد المطلب واليمان وأنس بن النضر ومصعب بن عمير)) أي: هذا باب في بيان من قتل من المسلمين يوم غزوة أحد، منهم: حمزة بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم، وقد مر بيانه في باب مفرد، ومنهم: اليمان، بفتح الياء آخر الحروف وتخفيف الميم وبعد الألف نون والد حذيفة وهو لقبه، واسمه حسل، بكسر الحاء المهملة وسكون السين المهملة وفي آخره لام، وقد تقدم في آخر: باب * (إذ همت طائفتان) * (آل عمران: 122). ومنهم أنس بن النضر، وقد تقدم في أوائل الغزوة وفي رواية أبي ذر النضر بن أنس، وكذا وقع عند النسائي وهو خطأ، والصواب: أنس بن النضر وأما النضر بن أنس فهو ولده، وكان إذ ذاك صغيرا، وعاش بعد ذلك زمانا، ومنهم مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف وقد تقدم أيضا.
4078 حدثني عمرو بن علي حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة قال ما نعلم حيا من أحياء العرب أكثر شهيدا أعز يوم القيامة من الأنصار.
مطابقته للترجمة تؤخذ من معناه، وعمرو بن علي بن بحر أبو حفص البصري الصيرفي، ومعاذ، بضم الميم: ابن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي البصري سكن ناحية اليمن، يروي عن أبيه عبد الله واسمه سفيان، قال عمرو بن علي: مات سنة ثلاث وخمسين ومائة. قوله: (أعز)، بالعين المهملة والزاي من العزة، وفي رواية الكشميهني: (أغر)، بالغين المعجمة والراء، وانتصابه على أنه صفة أو بدل أو عطف بيان، وقال الكرماني: جاز حذف حرف العطف كما في: التحيات المباركات وفيه نظر.
قال قتادة وحدثنا أنس بن مالك أنه قتل منهم يوم أحد سبعون ويوم بئر معونة سبعون ويوم اليمامة سبعون قال وكان بئر معونة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويوم اليمامة على عهد أبي بكر يوم مسيلمة الكذاب
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»