عمدة القاري - العيني - ج ١٧ - الصفحة ١٥٣
عفان فر يوم أحد قال نعم قال فتعلمه تغيب عن بدر فلم يشهدها قال نعم قال فتعلم أنه تخلف عن بيعة الرضوان فلم يشهدها قال نعم قال فكبر قال ابن عمر تعال لأخبرك ولأبين لك عما سألتني عنه أما فراره يوم أحد فأشهد أن الله عفا عنه وأما تغيبه عن بدر فإنه كان تحته بنت رسول الله وكانت مريضة فقال له النبي إن لك أجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه وأما تغيبه عن بيعة الرضوان فإنه لو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان بن عفان لبعثه مكانه فبعث عثمان وكانت بيعة الرضوان بعدما ذهب عثمان إلى مكة فقال النبي بيده اليمنى هذه يد عثمان فضرب بها على يده فقال هذه لعثمان اذهب بهذا الآن معك) مطابقته للترجمة تظهر من حيث المعنى وعبدان لقب عبد الله وأبو حمزة بالحاء المهملة والزاي محمد بن ميمون السكري وعثمان بن موهب بفتح الميم والهاء الأعرج الطلحي التيمي القرشي * والحديث مضى بطوله في مناقب عثمان ومضى الكلام فيه هناك فإنه أخرجه هناك عن موسى بن إسماعيل عن أبي عوانة عن عثمان بن موهب إلى آخره قوله ' أتحدثني ' الهمزة فيه للاستفهام على سبيل الاستعلام وبعده في رواية أبي نعيم قال ' نعم ' * - 20 ((باب * (إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون) * (آل عمران: 153).)) أي: هذا باب في ذكر قوله تعالى: * (إذ تصعدون) *. قوله: (إذ)، نصب بقوله: * (ثم صرفكم عنهم) * (آل عمران: 152). أو بقوله: * (ليبتليكم) * (آل عمران: 152). أو بإضمار: إذكر يا محمد * (إذ تصعدون) * وهو من الإصعاد، وهو الذهاب في الأرض والإبعاد فيه، يقال: صعد في الجبل وأصعد في الأرض، يقال: أصعدنا من مكة إلى المدينة، وقرأ الحسن: * (تصعدون) * بفتح التاء يعني: في الجبل، قال الزمخشري: وتعضد القراءة الأولى قراءة أبي: * (تصعدون) * بفتح التاء وتشديد العين من تصعد في السلم، وقال المفضل: صعد وأصعد بمعنى. قوله: (ولا تلوون) أي: ولا تعرجون ولا تقيمون، أي: لا يلتفت بعضكم على بعض هربا، وأصله من لي العنق في الالتفات، ثم استعمل في ترك التصريح، وقر الحسن: تلون، بواو واحدة، وقال الزمخشري: وقرئ: يصعدون ويلوون، بالياء يعني: فيهما. وقوله: (على أحد) قال الكلبي: يعني محمدا صلى الله عليه وسلم وقراءة عائشة، رضي الله تعالى عنها. على أحد بضم الهمزة والحاء يعني: الجبل. قوله: (والرسول) الواو فيه للحال. قوله: (يدعوكم) كأنه يقول: إلي عباد الله إلي عباد الله، أنا رسول الله من يكرمه فله الجنة. قوله: (في أخراكم) أي: من خلفكم، وقال الزمخشري: في ساقتكم وجماعتكم الأخرى، وهي الجماعة المتأخرة. قوله: (فأثابكم) عطف على قوله: (ثم صرفكم) أي: فجازاكم الله غما حين صرفكم عنهم وابتلاكم بسبب غم أذقتموه رسول الله، صلى الله عليه وسلم بعصيانكم له أو غما مضاعفا بعد غم متصلا بغم، من الاغتمام بما أرجف به من قتل رسول الله، صلى الله عليه وسلم والجرح والقتل وظفر المشركين وفوت الغنيمة والنصر، وقال ابن عباس: الغم الأول: بسبب الهزيمة، وحين قيل: قتل محمد، والثاني: حين علاهم المشركون فوق الجبل، رواه ابن مردويه. وروى ابن أبي حاتم: عن قتادة نحو ذلك، وقال السدي: الغم الأول: بسبب ما فاتهم من الغنيمة والفتح، والثاني: بإشراف العدو عليهم، وقيل غير ذلك. قوله: (لكيلا تحزنوا على ما فاتكم) متصل بقوله: (ولقد عفا عنكم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم من الغنيمة ولا ما أصابكم من القتل والجرح، لأن عفوه يذهب ذلك كله، وقيل: صلة، فيكون المعنى: لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم عقوبة لكم في خلافكم، والله خبير بعملكم كله.
4067 حدثني عمرو بن خالد حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال سمعت البراء بن
(١٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 ... » »»