الأعرج، ومضى الحديث في: باب * (واذكر في الكتاب مريم) * (مريم: 61). عن قريب، ومر الكلام فيه هناك. قوله: (مر)، بلفظ المجهول. قوله: (تجرر)، بالراء.
7643 حدثنا سعيد بن تليد حدثنا ابن وهب قال أخبرني جرير ابن حازم عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم بينما كلب يطيف بركية كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فسقته فنفر لها به. (انظر الحديث 1233).
مطابقته للترجمة ظاهرة، وسعيد هو سعيد بن عيسى بن سعيد بن تليد، بفتح التاء المثناة من فوق وكسر اللام: أبو عثمان الرعيني المصري وهو من أفراده، وابن وهب هو عبد الله بن وهب المصري. والحديث أخرجه مسلم في الحيوان قوله: (يطيف) بضم أوله من أطاف يطيف بعني: طاف يطوف طوفا، وهو الدوران حول الشيء. قوله: (بركية) بفتح الراء وكسر الكاف وتشديد الياء آخر الحروف: وهي البئر مطوية كانت أو غير مطوية، وغير المطوية يقال لها: جب، وقليب، وقيل: الركي، البئر قبل أن تطوى، فإذا طويت فهي الطوى. قوله: (بغي) بفتح الباء الموحدة وكسر الغين المعجمة وتشديد الياء: وهي الزانية، وتجمع على: بغايا، قوله: (موقها) بضم الميم وسكون الواو وفي آخره قاف، قال بعضهم: هو الخف. قلت: لا بل الموق هو الذي يلبس فوق الخف ويقال له: الجرموق أيضا وهو فارسي معرب (به) في رواية الكشميهني، وليس هو في رواية غيره، وقد مضى في كتاب الشرب عن أبي هريرة نحو هذا، ولكن القضية للرجل، وكذا وقع في الطهارة في شأن الرجل. قال بعضهم: يحتمل تعدد القضية. قلت: بل يقطع بأنه قضيتان: إحداهما للرجل، الأخرى: للمرأة، وإنما يقال: يحتمل تعدد القضية أن لو كانت لواحد، فافهم.
8643 حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب عن حميد ابن عبد الرحمان أنه سمع معاوية بن أبي سفيان عام حج على المنبر فتناول قصة من شعر كانت في يدي حرسي فقال يا أهل المدينة أين علماؤكم سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن مثل هذه ويقول إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذها نساؤهم..
مطابقته للترجمة في قوله: (إنما هلكت بنو إسرائيل).
والحديث أخرجه البخاري أيضا في اللباس عن إسماعيل. وأخرجه مسلم في اللباس عن يحيى بن يحيى عن مالك وعن ابن أبي عمرو عن حرملة بن يحيى وعن عبد بن حميد. وأخرجه أبو داود في الترجل عن القعنبي به. وأخرجه الترمذي في الاستئذان عن سويد بن نصر. وأخرجه النسائي في الزينة عن قتيبة عن سفيان به.
ذكر معناه: قوله: (عام حج)، وفي رواية للبخاري عن سعيد بن المسيب: آخر قدمة قدامها، وكان ذلك في سنة إحدى وخمسين وهي آخر حجة حجها معاوية في خلافته. قوله: (على المنبر)، حال من معاوية، والمراد به: منبر رسول الله، صلى الله عليه وسلم. قوله: (قصة)، بضم القاف وتشديد الصاد المهملة: وهي شعر الرأس من جهة الناصية. وهنا المراد منه قطعة، من: قصصت الشعر أي: قطعته. قوله: (حرسي) منسوب إلى الحراس أحد الحرس وهم الذين يحرسون السلطان. قال الكرماني: الواحد حرسي لأنه قد صار اسم جنس فنسب إليه، ولا تقل حارس إلا أن تذهب به إلى معنى الحراسة دون الجنس، ويطلق الحرسي ويراد به الجندي. قوله: (فقال: يا أهل المدينة) أي: يا أهل المدينة. وفي أكثر النسخ لفظ: يا، غير محذوفة. قوله: (أين علماؤكم؟) قال بعضهم: فيه إشارة إلى أن العلماء إذ ذاك فيهم كانوا قليلا وهو كذلك، لأن غالب الصحابة يومئذ كانوا قد ماتوا وكان رأي جهال عوامهم صنعوا ذلك، فأراد أن يذكر علماءهم ويؤنبهم بما تركوه من الإنكار في ذلك. قلت: إن كان غالب الصحابة ماتوا في ذلك الوقت فقد قام مقامهم أكثر منهم جماعة من التابعين الكبار