ففرج عنا ففرج الله عنهم فخرجوا..
وجه المطابقة قد ذكر الآن. وإسماعيل بن خليل أبو عبد الله الخزاعي الكوفي، وقد مضى هذا الحديث في الإجارة في: باب من استأجر أجيرا فترك أجره، أخرجه عن أبي اليمان عن شعيب عن الزهري عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر، ومضى أيضا في البيوع في: باب إذا اشترى شيئا لغيره عن يعقوب بن إبراهيم عن أبي عاصم عن ابن جريج عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر، ومضى أيضا في البيوع في: باب إذا زرع بمال قوم عن إبراهيم بن المنذر عن أبي ضمرة عن موسى ابن عقبة عن نافع عن عبد الله بن عمر، ولم يخرج البخاري هذا الحديث إلا من رواية ابن عمر، وكذلك مسلم، وفي الباب عن أنس عند الطبراني وعن أبي هريرة عند ابن حبان، وعن النعمان بن بشير عند أحمد وعن علي وعقبة بن عامر وعبد الله ابن عمرو ابن العاص وعبد الله بن أبي أوفى عند الطبراني، وقد ذكرنا في كل موضع بما فتح الله تعالى، ونذكر هنا بعض شيء وما علينا إن وقع بعض تكرار، فإن التكرير يفيد تكرار المسك عند التضوع.
قوله: (ممن كان قبلكم)، يعني من بني إسرائيل كما في رواية الطبراني التي ذكرناها آنفا. قوله: (يمشون) في محل الرفع لأنه خبر مبتدأ، وهو قوله: ثلاثة نفر، وأضيف: بينما إلى هذه الجملة. وقوله: (إذا أصابهم) جواب: بينما. قوله: (فآووا إلى غار)، بقصر الهمزة، يقال: آوى بنفسه مقصور، وآويته أنا بالمد، وقيل: يجوز هنا القصر والمد، وفي رواية أحمد والطبراني وأبي يعلى والبزار: فدخلوا غارا فسقط عليهم حجر يتجافى حتى ما يرون منه، وفي رواية سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عند البخاري: حتى أواهم المبيت، بنصب المبيت على المفعولية، ووجهوه بأن دخول الغار من فعلهم فحسن أن ينسب الإيواء إليهم، وفي رواية مسلم من هذا الوجه: فآواهم المبيت برفع المبيت على الفاعلية. قوله: (فانطبق عليهم)، أي: باب الغار، ومضى في المزارعة: فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل فانطبقت عليهم، وفي رواية سالم: فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار، وفي رواية الطبراني من حديث النعمان بن بشير: إذ وقع الحجر من الجبل مما يهبط من خشية الله حتى سد فم الغار. قوله: (إنه) أي: الشأن. قوله: (فليدع كل رجل منكم)، وفي رواية موسى بن عقبة: أنظروا أعمالا عملتموها صالحة لله، ومثله في رواية مسلم وفي البيوع: ادعوا الله بأفضل عمل عملتموه، وفي رواية سالم: أنه لا ينجيكم إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم. وفي حديث أبي هريرة وأنس جميعا، فقال بعضهم: عفى الأثر ووقع الحجر ولا يعلم بمكانكم إلا الله، ادعوا الله بأوثق أعمالكم. وفي حديث النعمان بن بشير إنكم لن تجدوا شيئا خيرا لكم من أن يدعو كل امرئ منكم بخير عمل عمله قط. قوله: (فقال واحد منهم)، وفي رواية أبي ذر وأبي الوقت والنسفي: وقال: اللهم، بدون ذكر لفظ: واحد منهم. قوله: (إن كنت تعلم)، على خلاف مقتضى الظاهر، لأنهم كانوا جازمين بأن الله عالم بذلك فلا مجال لحرف الشك فيه، وأجيب: بأنهم لم يكونوا عالمين بأن لأعمالهم اعتبارا عند الله، ولا جازمين، فقالوا: إن كنت تعلم لها اعتبارا ففرج عنا. قوله: (على فرق)، بفتح الفاء والراء بعدها قاف، وقد تسكن الراء و: هو مكيال يسع ثلاثة آصع. قوله: (من أرز) فيه ست لغات، قد ذكرناها فيما مضى. قوله: (عمدت) أي: قصدت. قوله: (اشتريت منه بقرا)، قال الكرماني: فإن قلت: فيه صحة بيع الفضولي؟ قلت: هذا شرع من قبلنا، ثم ليس فيه أن الفرق كان معينا، ولم يكن في الذمة وقبضه الأجير ودخل في ملكه، بل كان هذا تبرعا منه له. انتهى. قلت: لا حاجة أصلا إلى هذا السؤال، لأن بيع الفضولي يجوز إذا أجازه صاحب المتاع، فلا يقال من أول الأمر: إن البيع غير صحيح. قوله: (فانساخت) أي: انشقت، وأنكره الخطابي لأن معنى: انساخ، بالمعجمة ويقال: انصاخ، بالصاد المهملة بدل السين أي: انشق من قبل نفسه، قال: والصواب: انساحت، بالحاء المهملة أي: اتسعت، ومنه: ساحة الدار. قال: وانصاح، بالصاد المهملة بدل السين، أي: تصدع يقال للبرق، قيل؛ الرواية بالخاء المعجمة صحيحة، وهي بمعنى: انشقت، وإن كان أصله بالصاد فالصاد قد قلبت سينا، ولا سيما مع الخاء المعجمة: كالصخر والسخر، ووقع في حديث سالم: فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج، وفي حديث النعمان بن بشير: فانصدع الجبل حتى رأوا الضوء، وفي حديث علي: فانصدع الجبل حتى طمعوا في الخروج ولم يستطيعوا، وفي حديث أبي هريرة وأنس فزال ثلث الحجر، قوله: (اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي)، كذا في