عمدة القاري - العيني - ج ١٦ - الصفحة ٥٠
علي بن أبي طلحة عنه. قوله: (من الرقم) أشار به إلى أن اشتقاق الرقيم والمرقوم من الرقم، وهو الكتابة، وفي الرقيم أقوال أخر. فعن أبي عبيدة: الرقيم الوادي الذي فيه الكهف، وعن كعب الأحبار: اسم القرية، رواه الطبري، وعن أنس: أن الرقيم اسم الكلب، رواه ابن أبي حاتم، وكذا روى عن سعيد بن جبير، وقيل: الرقيم اسم الصخرة التي أطبقت على الوادي الذي فيه الكهف، وقيل: هو الغار، وعن ابن عباس: الرقيم لوح من رصاص كتبت فيه أسماء أصحاب الكهف لما توجهوا عن قومهم ولم يدروا أين توجهوا.
* (ربطنا على قلوبهم) * (الكهف: 41). ألهمناهم صبرا أشار به إلى ما في قوله تعالى: * (وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض) * (الكهف: 41). وفسر: ربطنا، بقوله: ألهمناهم صبرا، وهكذا فسره أبو عبيدة.
شططا إفراطا أشار به إلى ما في قوله تعالى: * (لن ندعو من دونه إل 1764; ها لقد قلنا إذا شططا) * (الكهف:). قوله: (شططا)، منصوب على أنه صفة مصدر محذوف تقديره: لقد قلنا إذا قولا شططا، أي: ذا شطط، وهو الإفراط في الظلم والإبعاد، من شط إذا بعد، وعن أبي عبيدة: شططا أي جورا وغلوا.
الوصيد الفناء وجمعه وصائد ووصد ويقال الوصيد الباب مؤصدة مطبقة أصد الباب وأوصد أشار به إلى ما في قوله تعالى: * (وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد) * (الكهف: 81). وفسر الوصيد بقوله: الفناء، بكسر الفاء والمد، وهكذا فسره ابن عباس، وكذا روي عن سعيد بن جبير، وقال الزمخشري: الوصيد الفناء، وقيل: العتبة، وقيل: الباب. قوله: (وجمعه) أي: وجمع الوصيد وصائد ووصد، بضم الواو وسكون الصاد، ويقال: الأصيد كالوصيد، روى ابن جرير عن أبي عمرو بن العلاء أن أهل اليمن وتهامة يقولون: الوصيد، وأهل نجد يقولون: الأصيد. قوله: (مؤصدة) إشارة إلى ما في قوله تعالى: * (نار مؤصدة) * (البلد: 02). وفسره بقوله: مطبقة، وهذا ذكره استطرادا لأنه ليس في سورة الكهف، ولكنه لما كان الاشتقاق بينهما من واد واحد ذكره هنا، والذي ذكره هو المنقول عن أبي عبيدة. قوله: (أصد الباب)، أي: أغلقة، ويقال فيه: أوصد أيضا بمعنى يقال بالثلاثي وبالمزيد.
بعثناهم أحييناهم أشار به إلى ما في قوله تعالى: * (وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم) * (الكهف: 91). الآية، وفسره بقوله: أحييناهم، وهكذا فسره أبو عبيدة.
أزكى أكثر ريعا أشار به إلى ما في قوله تعالى: * (فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه) * (الكهف: 91). وفسر أزكى بقوله: أكثر ريعا، قال الزمخشري: أيها، أي أي: أهلها، كما في قوله: * (واسأل القرية) * (يوسف: 28). أزكى طعاما أحل، وأطيب، أو أكثر وأرخص.
فضرب الله على آذانهم فناموا أشار به إلى ما في قوله تعالى: * (فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا) * (الكهف: 11). وفي الحقيقة أخذ لازم القرآن، وفسره بلازمه: إذ ليس الذي ذكره لفظ القرآن ولا ذلك معناه، قال الزمخشري: أي: ضربنا عليها حجابا من أن تسمع، يعني: أنمناهم إنامة ثقيلة لا تنبههم فيها الأصوات.
* (رجما بالغيب) * (الكهف: 22). لم يستبن أشار به إلى ما في قوله تعالى: * (سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب) * (الكهف: 22). وفسر الرجم بالغيب بقوله: لم يستبن، وعن قتادة معناه: قذفا بالظن، رواه عبد الرزاق عن معمر عنه، وقال أبو عبيدة: الرجم ما لم تستيقنه من الظن.
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»