وفي كتاب الشرب آثارها، وفي الجهاد جمع بينهما، والنواء، بكسر النون وبالمد: المناوأة وهي العداوة، والحمر، بضم الحاء المهملة جمع الحمار، قال الكرماني: وكثيرا يصحفون بالخمر بالمعجمة أي: في صدقة الخمر.
7463 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا أيوب عن محمد سمعت أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه يقول صبح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر بكرة وقد خرجوا بالمساحي فلما رأوه قالوا محمد والخميس وأحالوا إلى الحصن يسعون فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين..
وجه المطابقة فيه مثل ما ذكرنا أنه أخبر عن خراب خيبر فوقع كما أخبر، وعلي بن عبد الله المعروف بابن المديني، وسفيان هو ابن عيينة، وأيوب هو السختياني، ومحمد هو ابن سيرين.
والحديث مضى في الجهاد في: باب التكبير عند الحرب فإنه أخرجه هناك عن عبد الله بن محمد عن سفيان... إلى آخره.
قوله: (والخميس)، أي: الجيش وسمي به لأنه خمسة أقسام: الميمنة والميسرة والمقدمة والساقة والقلب. قوله: (وأحالوا)، بالحاء المهملة أي: أقبلوا، وقيل: تحولوا، قال أبو عبد الله: يقال: أحال الرجل إلى مكان كذا تحول إليه، وقال الخطابي: حلت عن المكان تحولت عنه، ورواه بعضهم عن أبي ذر بالجيم، قال في (التوضيح): وليس بشيء، وقال الكرماني: وأحالوا، بالحاء المهملة: أقبلوا، وبالجيم من الجولان. قوله: (يسعون)، حال. قوله: (فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه)، قال الكرماني: قال البخاري: لفظ (فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه) غريب أخشى أن يكون محفوظا. قوله: (خربت خيبر) أي: ستخرب في توجهنا إليها.
8463 حدثني إبراهيم بن المنذر حدثنا ابن أبي الفديك عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قلت يا رسول الله إني سمعت منك حديثا كثيرا فأنساه قال صلى الله عليه وسلم ابسط رداءك فبسطته فغرف بيده فيه ثم قال ضم فضممته فما نسيت حديثا بعد..
وجه المطابقة فيه أن فيه علامة من علامات النبوة على ما لا يخفى. وإبراهيم بن المنذر أبو إسحاق الحزامي المديني، وابن أبي فديك هو محمد بن إسماعيل، واسم أبي فديك، بضم الفاء: دينار الديلمي المديني، وابن أبي ذئب، بكسر الذال المعجمة وسكون الياء آخر الحروف: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب، واسمه هشام المدني، والمقبري، بفتح الميم وسكون القاف وضم الباء الموحدة: هو سعيد بن أبي سعيد، واسم أبيه كيسان المديني، وهؤلاء كلهم مدنيون، والحديث قد مضى في كتاب العلم في: باب من حفظ العلم عن أبي مصعب عن أحمد بن أبي بكر عن محمد بن إبراهيم عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة. قوله: (فما نسيت حديثا بعد)، وهناك: (فما نسيت شيئا بعده).
1 ((باب في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم)) أي: هذا باب في بيان فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والفضائل جمع الفضيلة وهي خلاف النقيصة، كما أن الفضل خلاف النقص، والفضل في اللغة الزيادة من: فضل يفضل من باب نصر ينصر، وفيه لغة أخرى: فضل يفضل، من باب علم يعلم، حكاها ابن السكيت، وفيه لغة مركبة منهما: فضل بالكسر يفضل بالضم، وهو شاذ لا نظير له، وقال سيبويه: هذا عند أصحابنا إنما يجيء على لغتين، وفي بعض النسخ: باب فضل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وفي رواية أبي ذر وحده: فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، هكذا بدون لفظة: باب، والمراد بالفضائل: الخصال الحميدة والخلال المرضية المشكورة، والأصحاب جمع صحب مثل فرخ وأفراخ، قاله الجوهري: والصحابة، بالفتح: الأصحاب وهي في الأصل مصدر وجمع الأصحاب أصاحيب من صحبه يصحبه صحبة، بالضم وصحابة بالفتح، وجمع الصاحب صحب، مثل: راكب وركب، وصحبة بالضم مثل: فاره وفرهة، وصحاب مثل: جائع وجياع، وصحبان مثل: شاب وشبان.