عمدة القاري - العيني - ج ١٦ - الصفحة ١٦٤
وهو يروي عن أبيه هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، واسم أبي عبد الله سنبر، وهو يروي عن قتادة. والحديث بعينه سندا ومتنا مر في باب مجرد بين أبواب المساجد، ومثل هذا هو المكرر حقيقة، وهو قليل، وقد مر الكلام فيه، والرجلان في الحديث: أسيد بن حضير، وعباد بن بشر.
0463 حدثنا عبد الله بن أبي الأسود حدثنا يحيى عن إسماعيل حدثنا قيس سمعت المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال ناس من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون.
هذا ملحق بأبواب علامات النبوة، وفيه معجزة ظاهرة، فإن هذا الوصف ما زال يحمد الله تعالى في زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلى الآن، ولا يزول حتى يأتي أمر الله المذكور في الحديث.
وعبد الله بن أبي الأسود، واسم أبي الأسود، حميد بن الأسود البصري، ويحيى القطان، وإسماعيل بن أبي خالد البجلي الكوفي، وقيس بن أبي حازم.
والحديث أخرجه البخاري أيضا في الاعتصام عن عبيد الله بن موسى، وفي التوحيد عن شهاب بن عباد، وأخرجه مسلم في الجهاد عن أبي بكر بن أبي شيبة وعن محمد بن عبد الله بن نمير وعن ابن أبي عمر.
قوله: (ظاهرين) من ظهرت أي: علوت، والواو في قوله: (وهم ظاهرون) للحال، واحتجت به الحنابلة على أنه لا يجوز خلو الزمان عن المجتهد. قوله: (حتى يأتيهم أمر الله) قال النووي: هو الريح الذي يأتي فيأخذ روح كل مؤمن ومؤمنة، ويروى: حتى تقوم الساعة أي: تقرب الساعة، وهو خروج الريح، ويروى: لا تزال طائفة من أمتي، وهو في مسلم كذلك، قال البخاري: وأما هذه الطائفة فهم أهل العلم، وقال أحمد بن حنبل: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم قال القاضي: إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة، ومن يعتقد مذهب أهل الحق. وقال النووي: يحتمل أن هذه الطائفة مفرقة من أنواع المؤمنين، فمنهم شجعان مقاتلون، ومنهم فقهاء، ومنهم محدثون، ومنهم زهاد، ومنهم آمرون بالمعروف وناهون عن المنكر، ومنهم أنواع إخرى من أهل الخير، ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين بل قد يكونوا متفرقين في أقطار الأرض. قال: وفيه دليل لكون الإجماع حجة، وهو أصح ما يستدل به من الحديث. وأما حديث: (لا تجتمع أمتي على ضلالة) فضعيف.
1463 حدثنا الحميدي حدثنا الوليد قال حدثني ابن جابر قال حدثني عمير بن هانىء أنه سمع معاوية يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك. قال عمير فقال مالك بن يخامر قال معاذ وهم بالشأم فقال معاوية هذا مالك يزعم أنه سمع معاذا يقول وهم بالشأم..
الكلام في مطابقته للترجمة مثل الكلام في الحديث الماضي، والحميدي، بضم الحاء: عبيد الله بن الزبير بن عيسى نسبة إلى حميد أحد أجداده، والوليد هو ابن مسلم القرشي الأموي الدمشقي، وابن جابر هو عبد الرحمن بن يزيد من الزيادة ابن جابر الأزدي الشامي، وعمير مصغر عمرو بن هانىء، بالنون بعد الألف: الشامي، مر في التهجد، ومعاوية بن أبي سفيان الأموي.
والحديث أخرجه البخاري أيضا في التوحيد عن الحميدي عن الوليد، وأخرجه مسلم في الجهاد عن منصور بن أبي مزاحم.
قوله: (عمير) هو ابن هانىء الراوي. قوله: (فقال مالك بن يخامر) بضم الياء آخر الحروف وبالخاء المعجمة الخفيفة وبعد الألف ميم مكسورة: الشامي من كبار التابعين، وقيل: إن له صحبة وليس بصحيح، وماله في البخاري إلا هذا الحديث. قوله: (قال معاذ) هو معاذ بن جبل. قوله: (وهم بالشام) هذا مقول معاذ، أي: الأمة القائمة بأمر الله مستقرون بالشام. قوله: (فقال معاوية) هو ابن أبي سفيان. قوله: (هذا مالك) هو مالك بن يخامر المذكور. قوله: (سمع معاذا) يعني ابن جبل، وحديث مالك هذا غير مرفوع.
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»