لؤي بن غالب وكانت تكنى أم الخير. قوله: (ابن أبي قحافة)، بضم القاف وتخفيف الحاء المهملة وبعد الألف فاء، واسمه عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب، والباقي ذكرناه الآن يلتقي مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في مرة ابن كعب، أسلم أبواه وأمه أيضا هاجرت، وذلك معدود من مناقبه لأنه انتظم إسلام أبويه وجميع أولاده، وسمي أيضا الصديق في الإسلام لتصديقه النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر ابن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم: (لما أسري به قال لجبريل عليه الصلاة والسلام: إن قومي لا يصدقوني، فقال له جبريل: يصدقك أبو بكر، وهو الصديق)، وعن إبراهيم النخعي كان يسمى الأواه، وكان يسمى أيضا عتيقا لقدمه في الإسلام. وفي الخير، وقيل لحسنه وجماله، وسئل أبو طلحة لم سمي أبو بكر عتيقا، فقال: كانت أمه لا يعيش لها ولد، فلما ولدته استقبلت به البيت، ثم قالت: اللهم إن هذا عتيقك من الموت فهبه لي، وقال ابن المعلى، فكانت أمه إذا نقزته، قالت:
* عتيق ما عتيق * ذو المنظر الأنيق * * رشفت منه ريق * كالزرنب العتيق * وقيل: سمي بالعتيق لأنه عتيق من النار، وفي (ربيع الأبرار) للزمخشري: قالت عائشة، رضي الله تعالى عنها: كان لأبي قحافة ثلاثة من الولد أسماؤهم عتيق ومعتق ومعيتق، وفي (الوشاح) لابن دريد: كان يلقب ذو الخلال لعباءة كان يخلها على صدره، وقال السهيلي: وكان يلقب أمير الشاكرين، وأجمع المؤرخون وغيرهم على أنه يلقب خليفة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حاشى ابن خالويه فإنه قال في كتاب (ليس): الفرق بين الخليفة والخالفة أن الخالفة الذي يكون بعد الرئيس الأول، قالوا لأبي بكر: أنت خليفة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: إني لست خليفة، ولكني خليفته، كنت بعده، أي بقيت بعده واستخلفت فلانا جعلته خليفتي، وقد ردوا عليه ذلك، وولي أبو بكر الخلافة بعد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، سنتين ونصفا، وقيل: سنتين وأربعة أشهر إلا عشر ليال، وقيل: ثلاثة أشهر إلا خمس ليال، وقيل: ثلاثة أشهر وسبع ليال، وقيل: ثلاثة أشهر واثني عشر يوما، وقيل: عشرين شهرا، واستكمل بخلافته سن النبي صلى الله عليه وسلم، فمات وهو ابن ثلاث وستين سنة، وصلى عليه عمر بن الخطاب في المسجد ودفن ليلا في بيت عائشة مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ونزل في قبره عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله وابنه عبد الرحمن بن أبي بكر، وتوفي يوم الاثنين، وقيل: ليلة الثلاثاء الثمان، وقيل: لثلاث بقين من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة من الهجرة.
وقول الله تعالى: * (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون) * (الحشر: 8). وقال الله تعالى: * (إلا تنصروه فقد نصره الله) * إلى قوله * (إن الله معنا) * (التوبة: 04).
وقول الله، بالجر عطفا على قوله: مناقب المهاجرين، المجرور بإضافة الباب إليه، وعلى قول أبي ذر وقول الله، بالرفع لأنه عطف على لفظ: مناقب المرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: هذه مناقب المهاجرين، قوله تعالى: للفقراء المهاجرين، قال الزمخشري: للفقراء، بدل من قوله: لذي القربى، والمعطوف وهو قوله: * (ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى) * (الحشر: 7). قوله: (الذين أخرجوا) أي: أخرجهم كفار مكة من ديارهم. قوله: (يبتغون فضلا) أي: يطلبون بهجرتهم فضل الله وغفرانه. قوله: (وينصرون الله)، أي: دين الله وشرع نبيه. قوله: (أولئك هم الصادقون) أي: حققوا أقوالهم بأفعالهم إذ هجروا ديارهم لجهاد أعداء الله تعالى. قوله تعالى: * (إلا تنصروه) * يعني: إلا تنصروا رسوله فإن الله ناصره ومؤيده وحافظه وكافيه، كما تولى نصره إذ أخرجه الذين كفروا. قوله: (إلى قوله: إن الله معنا)، في رواية الأصيلي وكريمة، هكذا: إلى قوله: إن الله معنا، ويروي الآية، وتمامها: * (إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم) * (التوبة: 04). قوله: (إذا أخرجه)، أي: