عمدة القاري - العيني - ج ١٦ - الصفحة ١٥٧
فطفت فبينا سعد يطوف إذا أبو جهل فقال من هذا الذي يطوف بالكعبة فقال سعد أنا سعد فقال أبو جهل تطوف بالكعبة آمنا وقد أويتم محمدا وأصحابه فقال نعم فتلاحيا بينهما فقال أمية لسعد لا ترفع صوتك على أبي الحكم فإنه سيد أهل الوادي ثم قال سعد والله لئن منعتني أن أطوف بالبيت لأقطعن متجرك بالشأم قال فجعل أمية يقول لسعد لا ترفع صوتك وجعل يمسكه فغضب سعد فقال دعنا عنك فإني سمعت محمدا صلى الله عليه وسلم يزعم أنه قاتلك قال إياي قال نعم قال والله ما يكذب محمد إذا حدث فرجع إلى امرأته فقال أما تعلمين ما قال لي أخي اليثربي قالت وما قال قال زعم أنه سمع محمدا يزعم أنه قاتلي قالت فوالله ما يكذب محمد قال فلما خرجوا إلى بدر وجاء الصريخ قالت له امرأته أما ذكرت ما قال لك أخوك اليثربي قال فأراد أن لا يخرج فقال له أبو جهل إنك من أشراف الوادي فسر يوما أو يومين فسار يومين معهم فقتله الله. (الحديث 2363 طرفه في: 0593).
مطابقته للترجمة من حيث إنه صلى الله عليه وسلم أخبر بقتل أمية بن خلف فقتل في وقعة بدر، قتله رجل من الأنصار من بني مازن، وقال ابن هشام: قتله معاذ بن عفراء، وخارجة بن زيد وخبيب بن أساف اشتركوا فيه، وهو أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح.
ذكر رجاله وهم ستة: الأول: أحمد بن إسحاق بن الحصين بن جابر أبو إسحاق السلمي السرماري، وسرمار قرية من قرى بخارى. الثاني: عبيد الله بن موسى بن باذام أبو محمد العبسي الكوفي، وهو أحد مشايخ البخاري. الثالث: إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي. الرابع: أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي. الخامس: عمرو بن ميمون الأزدي الكوفي، أدرك الجاهلية. السادس: عبد الله بن مسعود، رضي الله تعالى عنه وقد أخرج البخاري هذا الحديث أيضا في أول المغازي في: باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من يقتل ببدر.
ذكر معناه: قوله: (سعد بن معاذ) بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن النبيت، وهو عمرو بن مالك الأوس الأنصاري الأشهلي، يكنى أبا عمرو، وأسلم بالمدينة بين العقبة الأولى والثانية على يدي مصعب بن عمير، وشهد بدرا وأحدا والخندق، فرمي يوم الخندق بسهم فعاش شهرا ثم انتفض جرحه فمات منه. قوله: (معتمرا) نصب على الحال وكانوا يعتمرون من المدينة قبل أن يعتمر رسول الله، صلى الله عليه وسلم. قوله: (فنزل) أي: سعد بن معاذ حين دخل مكة لأجل العمرة (على أمية ابن خلف) بن وهب يكنى بأبي صفوان من كبار المشركين. قوله: (وكان أمية إذا انطلق إلى الشام)، يعني: لأجل التجارة. (فمر بالمدينة) لأنها على طريقه، فنزل على سعد بن معاذ، رضي الله تعالى عنه، وكان مؤاخيا معه قوله: (وقال أمية لسعد: إنتظر حتى إذا انتصف النهار وغفل الناس) لأنه وقت غفلة وقائله (انطلقت فطفت) بالتاء المفتوحة فيهما لأنه خطاب أمية لسعد، وفي رواية البخاري في: أول المغازي: فلما قدم رسول الله، صلى الله عليه وسلم المدينة انطلق سعد معتمرا فنزل على أمية بمكة، فقال لأمية: أنظر لي ساعة خلوة لعلي أن أطوف بالبيت، فخرج به قريبا من نصف النهار. قوله: (فبينما سعد يطوف إذا أبو جهل) يعني: قد حضر، وفي رواية المغازي: فإذا به، أي: فخرج أبو أمية بسعد قريبا من نصف النهار فلقيهما أبو جهل، فقال: يا أبا صفوان، يعني: يقول لأمية، من هذا معك؟ قال: فقال: هذا سعد، فقال أبو جهل، يعني لسعد: ألا أراك تطوف بمكة آمنا؟ يعني: حال كونك آمنا؟ وقد أويتم الصباة، وزعمتم أنكم تنصرونهم وتغيثونهم، أما والله لو أنك مع أبي صفوان ما رجعت إلى أهلك سالما، قوله (الصباة) بضم الصاد المهملة وتخفيف الباء الموحدة جمع: صابيء، مثل قضاه جمع قاض، وكانوا يسمون النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه الذين هاجروا
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»