عمدة القاري - العيني - ج ١٦ - الصفحة ١٣٧
9953 وعن الزهري حدثتني هند بنت الحارث أن أم سلمة قالت استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فقال سبحان الله ماذا أنزل من الخزائن وماذا أنزل من الفتن.
هو عطف على الزهري في الحديث السابق متصل به في الإسناد، وأورده مختصرا، وتمامه يأتي في الفتن عن أبي اليمان المذكور آنفا. قوله: (ماذا أنزل من الخزائن؟) قال الداودي: الخزائن الكنوز، والفتن ههنا: القتال الذي يكون بين المسلمين، وقيل: خزائن الله: علم غيوبه التي لا يعلمها إلا هو.
0063 حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة بن الماجشون عن عبد الرحمن ابن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال قال لي إني أراك تحب الغنم وتتخذها فأصلحها وأصلح رعامها فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يأتي على الناس زمان تكون الغنم فيه خير مال المسلم يتبع بها شعف الجبال أو سعف الجبال. في مواقع القطر يفر بدينه من الفتن..
مطابقته للترجمة في قوله: (يأتي على الناس زمان...) إلى آخره، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وعبد العزيز بن أبي سلمة هو عبد العزيز ابن عبد الله بن أبي سلمة، واسم أبي سلمة دينار، والماجشون، بكسر الجيم وفتحها وضمها، قال الكرماني: وفي بعض النسخ عبد العزيز بن أبي سلمة بن الماجشون، بزيادة لفظة: ابن، بعد: أبي سلمة، والصواب عدمه، وجاز فيه ضم النون لأنه صفة لعبد العزيز، ويجوز كسرها لأنه صفة لأبي سلمة. قلت: وقال ابن سعد: يعقوب بن أبي سلمة هو الماجشون، فسمي بذلك هو وولده، فيعرفون جميعا بالماجشون، وسمي بذلك لأن وجنتيه كانتا حمراوان، فسمي بالفارسية: الما يكون فيه خمر، شبه وجنتاه بالخمر، فعربه أهل المدينة، فقالوا: الماجشون، ويعقوب بن أبي سلمة: هو عم عبد العزيز المذكور، وعبد الرحمن بن أبي صعصعة هو عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة، ينسب إلى جده، وروايته لهذا الحديث عن أبيه لا عن أبي صعصعة. فافهم.
وأول الحديث مضى في: باب ذكر الجن وثوابهم، فإنه أخرجه هناك: عن قتيبة عن مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة... إلى آخره، ومضى الكلام فيه هناك.
وقوله: (يأتي على الناس زمان...) إلى آخره، في: باب خير مال المسلم غنم، ولكن فيها بعض زيادة ونقص في المتن يعرف عند النظر. وقوله: (رعامها) بضم الراء وتخفيف العين المهملة، وهو: المخاط، يقال: شاة رعوم، بها ماء: يسيل من أنفها، الرعام، أي: نح الرعام منها، ويروى: رعاتها، جمع الراعي، نحو: القضاة والقاضي. قوله: (شعف الجبال) بالشين المعجمة. قوله: (أو سعف الجبال) بالسين المهملة، شك من الراوي، وهو جمع سعفة في رأس الجبل، والشك إما في حركة العين وسكونها، وإما في السين المهملة أو المعجمة، وهي غصن النخل، وقال ابن الأثير: غصن النخل إذا يبس يسمى سعفة، بالسين المهملة، وإذا كان رطبا فهي: شطبة، والشعف بالشين المعجمة رأس جبل من الجبال، ومنه قيل لأعلى شعر الرأس: شعفة.
1063 حدثنا عبد العزيز الأويسي حدثنا إبراهيم عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن ابن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمان أن أبا هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي ومن يشرف لها تستشرفه ومن وجد ملجأ أو معاذا فليعذ به.
مطابقته للترجمة من حيث إن فيه إخبارا عن فتن ستقع، وهذا من علامات النبوة، وعبد العزيز هو ابن عبد الله ابن يحيى أبو القاسم القرشي الأويسي، بضم الهمزة وفتح الواو وسكون الياء آخر الحروف، وفي آخره سين مهملة، نسبة
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»