الله تعالى عنهم، وفي رواية مسلم: عبد الرحمن بن أبي بكر. قوله: (اخرج بأختك إلى الحرم)، وفي رواية الكشميهني: (من الحرم) وكذا في رواية مسلم. قوله: (فأتينا في جوف الليل)، ويروى: (فجئنا من جوف الليل)، وفي رواية الإسماعيلي: (من آخر الليل). قوله: (ومن طاف بالبيت)، هذا من عطف الخاص على العام، لأن الناس أعم من الطائفين، قيل: يحتمل أن يكون: من طاف صفة الناس، وتوسط العاطف بينهما، وهذا جائز. ونقل عن سيبويه أنه أجاز: مررت بزيد وصاحبك، إذا أريد بالصاحب زيد المذكور، فوقع الواو بين الصفة والموصوف، وقيل: الظاهر أن فيه تحريفا، والصواب فارتحل الناس ثم طاف بالبيت، أي النبي صلى الله عليه وسلم قبل صلاة الصبح، وكذا وقع في رواية أبي داود من طريق أبي بكر الحنفي عن أفلح، بلفظ: (فأذن في أصحابه بالرحيل، فارتحل فمر بالبيت قبل صلاة الصبح، فطاف به حتى خرج ثم انصرف متوجها إلى المدينة). وفي رواية مسلم: (فأذن في أصحابه بالرحيل، فخرج فمر بالبيت فطاف به قبل صلاة الصبح ثم خرج إلى المدينة)، وقد أخرجه البخاري من هذا الوجه في: باب: * (الحج أشهر معلومات) * (البقرة: 791). بلفظ: (فارتحل الناس متوجها إلى المدينة). قوله: (متوجها) من التوجه من باب التفعل، هذه رواية ابن عساكر، وفي رواية غيره: (موجها)، بضم الميم وفتح الواو وتشديد الجيم: من التوجيه، وهو الاستقبال تلقاء وجه. فافهم، والله تعالى أعلم.
01 ((باب يفعل في العمرة ما يفعل في الحج)) أي: هذا باب يذكر فيه أنه يفعل في العمرة من التروك ما يفعل في الحج، أو ما يفعل في العمرة بعض ما يفعل في الحج لا كلها، ويفعل، في الموضعين يجوز أن يكون على صيغة المعلوم، وأن يكون على صيغة المجهول، وهذا بكلمة: في العمرة، وفي الحج، رواية المستميلي والكشميهني، وفي رواية غيرهما، يفعل بالعمرة ما يفعل بالحج.
9871 حدثنا أبو نعيم قال حدثنا همام قال حدثنا عطاء قال حدثني صفوان بن يعلى ابن أمية يعني عن أبيه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالجعرانة وعليه جبة وعليه أثر الخلوق أو قال صفرة فقال كيف تأمرني أن أصنع في عمرتي فأنزل الله على النبي صلى الله عليه وسلم فستر بثوب ووددت أني قد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وقد أنزل عليه الوحي فقال عمر تعال أيسرك أن تنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد أنزل الله عليه الوحي قلت نعم فرفع طرف الثوب فنظرت إليه له غطيط وأحسبه قال كغطيط البكر فلما سري عنه قال أين السائل عن العمرة اخلع عنك الجبة واغسل أثر الخلوق عنك وأنق الصفرة واصنع في عمرتك كما تصنع في حجك.
.
مطابقته للترجمة في قوله: (واصنع في عمرتك كما تصنع في حجك). وهذا الحديث قد مر في أوائل الحج في: باب غسل الخلوق، فإنه أخرجه هناك: عن أبي عاصم عن ابن جريج عن عطاء عن صفوان بن يعلى إلى آخره، وأخرجه ههنا: عن أبي نعيم الفضل بن دكين عن همام بن يحيى البصري عن عطاء بن أبي رباح.. إلى آخره.
قوله: (الخلوق)، بفتح الخاء المعجمة وتخفيف اللام المضمومة وبالقاف ضرب من الطيب. قوله: () صفرة، بالجر عطف على المضاف إليه أو المضاف. قوله: (فأنزل الله على النبي صلى الله عليه وسلم)، وهو قوله تعالى: * (وأتموا الحج والعمرة لله) * (البقرة: 691). على ما روى الطبراني في (الأوسط): أن المنزل حينئذ قوله تعالى: * (وأتموا الحج والعمرة لله) * (البقرة: 691). وجه الدلالة على ذلك هو أن الله تعالى أمر بالإتمام، وهو يتناول الهيئات والصفات. قوله: (أيسرك؟) بهمزة الاستفهام وضم السين. قوله: (وقد أنزل الله)، في موضع الحال. قوله: (له غطيط)، بفتح الغين المعجمة وهو: النخير والصوت الذي فيه البحوحة. قوله: (وأحسبه) أي: وأظنه. قوله: (البكر)، بفتح الباء الموحدة وهو: الفتي من الإبل، والبكرة الفتاة، والقلوص بمنزلة الجارية، والبعير كالأنسان، والناقة كالمرأة. قوله: (فلما سري) بكسر الراء المشددة والمخففة أي: كشف، وانسرى: