عمدة القاري - العيني - ج ٤ - الصفحة ١٦٨
والودادة والودادة قوله ' وجاء مودة ' حكاه مكي في شرحه وقال اليزيدي في نوادره ليس في شيء من العربية وددت مفتوحة قوله ' فتصلي ' بسكون الياء ويجوز النصب لوقوع الفاء بعد التمني قوله ' فاتخذه ' بالرفع وبالنصب أيضا لأن الفاء وقعت بعد التمني المستفاد من الودادة قوله ' إن شاء الله ' تعليق بمشيئة الله عملا بقوله تعالى * (ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله) * قال الكرماني وليس لمجرد التبرك إذ محل استعماله إنما هو فيما كان مجزوما به (قلت) يجوز أن يكون للتبرك لأن اطلاعه بالوحي على الجزم بأنه سيقع غير مستبعد في حقه قوله ' فغدا على ' زاد الإسماعيلي ' بالغد ' وللطبراني من طريق أبي أويس أن السؤال وقع يوم الجمعة والتوجه إليه وقع يوم السبت على ما ذكرنا قوله ' وأبو بكر ' لم يذكر جمهور الرواة عن ابن شهاب غيره حتى أن في رواية الأوزاعي ' فاستأذنا فأذنت لهما ' لكن في رواية أبي أويس ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وفي رواية مسلم من طريق أنس عن عتبان ' فأتاني ومن شاء الله تعالى من أصحابه ' وفي رواية الطبراني من وجه آخر عن أنس ' في نفر من أصحابه ' (فإن قلت) ما التوفيق بين هذه الروايات (قلت) هو أن أبا بكر كان معه في ابتداء توجهه ثم عند الدخول أو قبله بقليل اجتمع عمر وغيره من أصحابه فدخلوا معه قوله ' فلم يجلس حين دخل ' وفي رواية الكشميهني ' حتى دخل ' قال النووي في شرح مسلم زعم بعضهم أن حتى غلط وليس بغلط إذ معناه لم يجلس في الدار ولا في غيرها حتى دخل البيت مبادرا إلى قضاء حاجته التي طلبها منه وجاء بسببها وهي الصلاة في بيته وفي رواية يعقوب عند البخاري وعند الطيالسي أيضا ' فلما دخل لم يجلس حتى قال أين تحب ' وكذا الإسماعيلي من وجه آخر (قلت) إنما يتعين كون رواية الكشميهني غلطا إذا لم يكن لعتبان دار فيها بيوت وأما إذا كانت له دار فلا يتعين قوله ' فقام رسول الله فكبر ' هذا يدل على أنه حين دخل البيت جلس ثم قام فكبر للصلاة وبينه وبين ما قبله تعارض ودفعه يمكن بأن يقال لما دخل قبل أن يجلس قال أين تحب ويحتمل أنه جلس بعده جلوسا ما ثم قام فكبر (فإن قلت) حديث مليكة في باب الصلاة على الحصير ' بدأ بالأكل ثم صلى ' وههنا ' صلى ثم أكل ' فما الفرق بينهما (قلت) كان دعاء عتبان النبي للصلاة ودعاه مليكة كان للطعام ففي كل واحد من الموضعين بدأ بالأهم وهو ما دعي إليه قوله ' أن أصلي من بيتك ' كذا في رواية الأكثرين وعند جمهور الرواة من الزهري وفي رواية الكشميهني وحده ' أن أصلي في بيتك ' (فإن قلت) ما معنى ' من بيتك ' وأصل من للابتداء (قلت) الحروف ينوب بعضها عن بعض فمن ههنا بمعنى في كما في قوله تعالى * (أروني ماذا خلقوا من الأرض) * * (إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة) * قوله ' وحبسناه ' أي منعناه عن الرجوع قوله ' على خزيرة ' بفتح الخاء المعجمة وكسر الزاي وسكون الياء آخر الحروف وفتح الراء في آخره هاء قال ابن سيده هي اللحم الغاث بالثاء المثلثة أي المهزول يؤخذ فيقطع صغارا ثم يطبخ بالماء فإذا أميت طبخا ذر عليه الدقيق فعصد به ثم أدم بأي أدام بشيء ولا تكون الخزيرة إلا وفيها لحم وقيل هي ثلاثة النخالة تصفى ثم تطبخ وقيل الخزيرة والخزير الحساء من الدسم والدقيق عن أبي الهيثم إذا كان من دقيق فهي خزيرة وإذا كان من نخالة فهي حرير بالمهملات وفي الجمهرة لابن دريد الخزير دقيق يلبك بشحم كانت العرب تعير بأكله وفي موضع يعير به بنو مجاشع قال والخزيرة السخينة وقال الفارسي أكثر هذا الباب على فعيلة لأنه في معنى مفعول وفي رواية الأوزاعي عند مسلم ' على جشيشة ' بجيم ومعجمتين قال أهل اللغة هي أن تطحن الحنطة قليلا ثم يلقى فيها شحم أو غيره وفي المطالع أنها رويت في الصحيحين بخاء ورائين مهملات وحكى البخاري في الأطعمة عن النضر أنه تصنع من اللبن قوله ' فثاب في البيت رجال ' بالثاء المثلثة وبعد الألف باء موحدة أي اجتمعوا وجاءوا يقال ثاب الرجل إذا رجع بعد ذهابه وقال ابن سيده ثاب الشيء ثوبا وثؤبا رجع وثاب جسمه ثوبانا أقبل وقال الخليل المثابة مجتمع الناس بعد افتراقهم ومنه قيل للبيت مثابة قوله ' من أهل الدار ' أي من أهل المحلة كقوله ' خير دور الأنصار دار بني النجار ' أي محلتهم والمراد أهلها ويقال الدار القبيلة أيضا وإنما جاءوا لسماعهم بقدوم النبي قوله ' فقال قائل منهم ' لم يسم هذا القائل قوله ' مالك بن الدخيشين ' بضم الدال المهملة وفتح الخاء المعجمة وسكون الياء آخر الحروف وكسر الشين المعجمة وفي
(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»