عمدة القاري - العيني - ج ٤ - الصفحة ١٦٧
إلى المنافقين قال رسول الله فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله * قال ابن شهاب ثم سألت الحصين بن محمد الأنصاري وهو أحد بني سالم وهو من سراتهم عن حديث محمود بن الربيع فصدقه بذلك) مطابقته للترجمة ظاهرة.
(ذكر رجاله) وهم ستة سعيد بن عفير بضم العين المهملة وفتح الفاء وهو سعيد بن كثير بن عفير المصري والليث بن سعد المصري وعقيل بضم العين ابن خالد الأيلي ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري.
(ذكر لطائف إسناده) فيه التحديث بصيغة الجمع في موضع واحد وبصيغة الإفراد في موضعين وفيه الإخبار بصيغة الإفراد في موضع واحد وفيه العنعنة في موضع واحد وفيه أن رواته ما بين مصري وأيلي ومدني وفيه رواية الصحابي عن الصحابي (فإن قلت) من قوله أن عتبان بن مالك إلى قوله قال عتبان من رواية محمود بن الربيع بغير واسطة فيكون هذا القدر مرسلا فلا يكون رواية الصحابي عن الصحابي ومن هذا قال الكرماني الظاهر أنه مرسل لأنه لا جزم أن محمودا سمع من عتبان ولا أنه رأى بعينه ذلك لأنه كان صغيرا عند وفاة رسول الله (قلت) قد وقع تصريحه بالسماع عند البخاري من طريق معمر ومن طريق إبراهيم بن سعد كما مر في الباب الماضي ووقع التصريح بالتحديث أيضا بين عتبان ومحمود من رواية الأوزاعي عن ابن شهاب عند أبي عوانة فتكون رواية الصحابي عن الصحابي فيحمل قوله قال عتبان على أن محمودا أعاد اسم شيخه اهتماما بذلك لطول الحديث وقد ذكرنا تعدد موضعه ومن أخرجه غيره (ذكر معناه) قوله ' أن عتبان بن مالك ' ظاهره الإرسال وقد حققناه الآن واختلفوا فيما إذا قال حدثنا فلان أن فلانا قال كذا أو فعل كذا فقال الإمام أحمد وجماعة يكون منقطعا حتى يتبين السماع وقال الجمهور هو كعن محمول على السماع بشرط أن يكون الراوي غير مدلس وبشرط ثبوت اللقاء على الأصح قوله ' ممن شهد بدرا من الأنصار ' وفائدة ذكر قوله من أصحاب رسول الله تقوية الرواية وتعظيمه والافتخار والتلذذ به وإلا كان هو مشهورا بذلك أو غرضه تعريف الجاهل به قوله ' أن عتبان بن مالك ' في محل النصب على أنه مفعول ثان لقوله أخبرني قوله ' أنه أتى ' بدل من أن عتبان وفي رواية ثابت عن أنس عن عتبان (فإن قلت) جاء في رواية مسلم أنه بعث إلى النبي يطلب منه ذلك فما وجه الروايتين (قلت) يحتمل أن يكون جاء إلى النبي بنفسه مرة وبعث إليه رسوله مرة أخرى لأجل التذكير وقال بعضهم يحتمل أن يكون نسب إتيان رسول الله إلى نفسه مجازا (قلت) الأصل الحقيقة والدليل عليه ما رواه الطبراني من طريق أبي أويس عن ابن شهاب بسنده أنه قال للنبي يوم جمعة لو أتيتني يا رسول الله وفيه أنه أتاه يوم السبت قوله ' قد أنكرت بصري ' يحتمل معنيين العمى أو ضعف الإبصار وفي رواية مسلم ' لما ساء بصري ' وفي رواية الإسماعيلي ' جعل بصري يكل ' وفي رواية أخرى لمسلم من طريق سليمان بن المغيرة عن ثابت أصابني في بصري بعض الشيء وكل ذلك يدل على أنه لم يكن بلغ العمى وفي رواية للبخاري في باب الرخصة في المطر من طريق مالك عن ابن شهاب فقال فيه ' أن عتبان كان يؤم قومه وهو أعمى وأنه قال لرسول الله أنها تكون الظلمة والسيل وأنا رجل ضرير البصر ' (فإن قلت) بين هذه الرواية والروايات التي تقدمت تعارض ظاهرا (قلت) لا معارضة فيها لأنه أطلق عليه العمى في هذه الرواية لقربه منه وكان قد قرب من العمى بالكلية والشيء إذا قرب من الشيء يأخذ حكمه قوله ' وأنا أصلي لقومي ' أي لأجلهم والمعنى أنه كان يؤمهم وصرح بذلك أبو داود الطيالسي عن إبراهيم بن سعد قوله ' فإذا كانت الأمطار ' أي فإذا وجدت وكانت تامة فلذلك ليس لها خبر قوله ' سال الوادي ' من قبيل إطلاق اسم المحل على الحال أي سال ماء الوادي قوله ' بيني وبينهم ' وفي رواية الإسماعيلي ' يسيل الوادي الذي بيني وبين مسجد قومي فيحول بيني وبين الصلاة معهم ' قوله ' فأصلي بهم ' بالنصب عطف على قوله ' أن آتي ' ويروى لهم بدل بهم قوله ' ووددت ' بكسر الدال قاله ثعلب ومعناه تمنيت وفي الجامع للقزاز وحكى الفراء عن الكسائي وددت بالفتح ولم يحكها غيره والمصدر ود فيهما ويقال في المصدر الود والود والوداد والوداد والكسر أكثر
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»