22 ((باب الوضوء مرة مرة)) أي: هذا باب في بيان حكم الوضوء مرة مرة، يعني: لكل عضو من أعضاء الوضوء مرة واحدة.
وجه المناسبة بينه وبين الأبواب التي قبله ظاهر، وهو أن تلك الأبواب في بيان أحكام الاستنجاء، وهذا في بيان حكم الوضوء، ولا شك أن الوضوء يتلو الاستنجاء، وقد بين إجمال ما في حديث هذا الباب في باب غسل الوجه واليدين بغرفة واحدة، وكلاهما عن ابن عباس، رضي الله تعالى عنهما.
157 حدثنا محمد بن يوسف قال حدثناسفيان عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس قال توضأ النبي صلى الله عليه وسلم مرة مرة.
مطابقة الحديث للترجمة ظاهرة.
بيان رجاله وهم خمسة. الأول: محمد بن يوسف، قال الكرماني: المراد به هنا: إما البيكندي، وتقدم في باب ما كان النبي، صلى الله تعالى عليه وسلم، يتخولهم؟ وإما الفريابي، وتقدم في باب لا يمسك ذكره. ثم قال: الغالب أن البيكندي يروي عن سفيان بن عيينة، والفريابي، وتقدم في باب لا يمسك ذكره. ثم قال: الغال أن البيكندي يروي عن سفيان بن عيينة، والفريابي عن سفيان الثوري، ويحتمل أن يراد به الفريابي عن ابن عيينة، لأن السفيانين كليهما شيخاه، كما أن زيد بن أسلم شيخ السفيانين، وكما أن ابني يوسف شيخا البخاري. وقال بعضهم: سفيان هو الثوري، والراوي عنه الفريابي لا البيكندي. قلت: جزم هذا القائل بأن سفيان هو الثوري، وأن محمد بن يوسف هو الفريابي لا دليل له عليه، والاحتمال المذكور الذي ذكره الكرماني غير مدفوع، فافهم. وقال الكرماني. أيضا: فان قلت فهذا تدليس، إذ فيه الاشتباه المؤدي إلى كون الراوي مجهولا، فيلزم القدح في الإسناد. قلت: مثله لا يقدح فيه لأن أيا كان منهم فهو عدل ضابط بشرط البخاري، لا يتفاوت الحكم باختلاف ذلك. الثاني: سفيان، إما ابن عيينة، وإما الثوري، وقد ذكر. لكن الراجح أنه الثوري لأن أبا نعيم صرح به في كتابه. والله أعلم. الثالث: زيد بن أسلم التابعي المدني، وقد مر. الرابع: عطاء بن يسار، بفتح الياء والسين المهملة المخففة. الخامس: عبد الله بن عباس، رضي الله تعالى عنهما.
بيان لطائف اسناده: منها: أن فيه التحديث والعنعنة. ومنها: أن رواته أئمة أجلاء ثقات. ومنها: أن فيه رواية التابعي عن التابعي: زيد بن أسلم عن عطاء.
بيان من أخرجه غيره هذا مما تفرد به البخاري عن مسلم. وأخرجه الأربعة، فأبو داود عن مسدد عن يحيى عن سفيان عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس قال: (ألا أخبركم بوضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فتوضأ مرة مرة). والترمذي عن محمد بن بشار عن يحيى به، وعن قتيبة وهناد وأبي كريب، ثلاثتهم عن وكيع عن سفيان به. والنسائي عن محمد بن مثنى عن