شرح مسلم - النووي - ج ١٦ - الصفحة ٢٠٨
الأكثرون هم في النار تبعا لآبائهم وتوقفت طائفة فيهم والثالث وهو الصحيح الذي ذهب إليه المحققون أنهم من أهل الجنة ويستدل له بأشياء منها حديث إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم حين رآه النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة وحوله أولاد الناس قالوا يا رسول الله وأولاد المشركين قال وأولاد المشركين رواه البخاري في صحيحه ومنها قوله تعالى " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا " ولا! يتوحه على المولود التكليف ويلزمه قول الرسول حتى يبلغ وهذا متفق عليه والله أعلم واما الفطرة المذكورة في هذه الأحاديث فقال المازري قيل هي ما أخذ عليهم في أصلاب آبائهم وان الولادة تقع عليها حتى يحصل التغيير بالأبوين وقيل هي ما قضى عليه من سعادة أو شقاوة يصير إليها وقيل هي ما هئ له هذا كلام المازري وقال أبو عبيد سألت محمد بن الحسن عن هذا الحديث فقال كان هذا في أول الاسلام قبل أن تنزل الفرائض وقبل الامر بالجهاد وقال أبو عبيد كأنه يعني أنه لو كان يولد على الفطرة ثم مات قبل ان يهوده أبواه أو ينصرانه لم يرثهما ولم يرثاه لأنه مسلم وهما كافران ولما جاز أن يسبى فلما فرضت الفرائض وتقررت السنن على خلاف ذلك علم أنه يولد على دينهما وقال ابن المبارك يولد على ما يصير إليه من سعادة أو شقاوة فمن علم الله تعالى أن يصير مسلما ولد على فطرة الاسلام ومن علم أنه يصير كافرا ولد على الكفر وقيل معناه كل مولود يولد على معرفة الله تعالى والاقرار به فليس أحد يولد الا وهو يقر بأن له صانعا وأن سماه بغير اسمه آو عبد معه غيره والأصح أن معناه أن كل مولود يولد متهيئا للاسلام فمن كان أبواه أو أحدهما مسلما استمر على الاسلام في أحكام الآخرة والدنيا وإن كان أبواه كافرين جرى عليه حكمهما في أحكام الدنيا وهذا معنى يهودانه وينصرانه ويمجسانه أي يحكم له بحكمهما في الدنيا فإن بلغ استمر عليه حكم الكفر ودينهما فان كانت سبقت له سعادة أسلم وإلا مات على كفره وإن مات قبل بلوغه فهل هو من أهل الجنة أم النار أم يتوقف فيه ففيه المذاهب الثلاثة السابقة قريبا الصح انه من أهل الجنة والجواب عن حديث الله اعلم بما كانوا عاملين أنه ليس فيه تصريح بأنهم في النار وحقيقة لفظه الله اعلم بما كانوا يعملون لو بلغوا ولم يبلغوا إذ التكليف لا يكون إلا بالبلوغ وأما غلام الخضر فيجب تأويله قطعا لأن أبويه كانا مؤمنين فيكون هو مسلما فيتأول على أن معناه أن الله اعلم أنه لو بلغ لكان كافرا لا أنه كافر في الحال ولا يجري عليه في الحال أحكام الكفار والله أعلم وأما قوله صلى الله عليه
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 فضائل فاطمة رضي الله تعالى عنها 2
2 فضائل أم سلمة رضي الله تعالى عنها 7
3 فضائل زينب أم المؤمنين رضي الله عنها 8
4 فضائل أم أيمن رضي الله عنها 9
5 فضائل أم سليم أم أنس بن مالك وبلال رضي الله تعالى عنها 10
6 فضائل عبد الله بن مسعود وأمه رضى الله عنهما 14
7 فضائل أبي بن كعب وجماعة من الأنصار رضى الله عنهم 19
8 فضائل سعد بن معاذ رضى الله عنه 22
9 فضائل أبي دجانة سماك بن خرشة رضى الله عنه 24
10 فضائل جليبيب رضى الله عنه 26
11 فضائل أبي ذر رضي الله تعالى عنه 27
12 فضائل جرير بن عبد الله رضى الله عنه 34
13 فضائل عبد الله بن عباس رضى الله عنهما 37
14 فضائل ابن عمر رضى الله عنه 38
15 فضائل أنس بن مالك رضي الله عنه 39
16 فضائل عبد الله بن سلام رضى الله عنه 41
17 فضائل حسان بن ثابت رضى الله عنه 45
18 فضائل أبي هريرة رضى الله عنه 52
19 فضائل حاطب بن أبي بلتعة وأهل بدر رضى الله تعالى عنهما 55
20 فضائل أصحاب الشجرة رضي الله تعالى عنهما 58
21 فضائل أبي موسى و أبي عامر الأشعريين 58
22 فضائل الأشعريين رضى الله عنهم 61
23 فضائل أبي سفيان صخر بن حرب رضى الله عنه 62
24 فضائل جعفر وأسماء بنت عميس وأهل سفينتهم رضى الله عنهم 64
25 فضائل سلمان وبلال وصهيب رضى الله عنهم 66
26 فضائل الأنصار رضى الله عنهم 67
27 فضائل غفار وأسلم وجهينة وأشجع ومزينة وتميم ودوس وطيء 72
28 باب خيار الناس 78
29 باب من فضائل نساء قريش 80
30 مؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه رضى الله عنهم 81
31 فضل الصحابة رضى الله عنهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم 83
32 بيان معنى قوله صلى الله عليه وسلم على رأس مائة سنة لا يبقى نفس منفوسة ممن هو موجود الآن 89
33 تحريم سب الصحابة 92
34 فضائل أويس القرني رضى الله تعالى عنه 94
35 وصية النبي صلى الله عليه وسلم بأهل مصر 96
36 فضل أهل عمان 98
37 ذكر كذاب ثقيف ومبيرها 98
38 باب فضل فارس 100
39 قوله صلى الله عليه وسلم الناس كابل مائة لا تجد فيها راحلة 101
40 كتاب البر والصلة والآداب 102
41 باب بر الوالدين 102
42 تقديم الوالدين على التطوع بالصلاة وغيرها 105
43 فضل صلة أصدقاء الأب والام ونحوها 109
44 تفسير البر والاثم 110
45 صلة الرحم وتحريم قطيعتها 112
46 تحريم التحاسد والتباغض والتدابر 115
47 تحريم الهجرة فوق ثلاثة أيام بلا عذر شرعي 117
48 تحريم الظن والتجسس والتنافس والتناجش ونحوها 118
49 تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره ودمه وعرضه وماله 120
50 النهي عن الشحناء 122
51 فضل الحب في الله تعالى 123
52 فضل عيادة المريض 124
53 ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك حتى الشوكة يشاكها 126
54 تحريم الظلم 132
55 نصر الأخ ظالما أو مظلوما 137
56 تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم 139
57 النهي عن السباب 140
58 استحباب العفو والتواضع 141
59 تحريم الغيبة 142
60 بشارة من ستر الله عليه في الدنيا بأن يستر عليه في الآخرة 143
61 مداراة من يتقى فحشه 144
62 فضل الرفق 145
63 النهي عن لعن الدواب وغيرها 147
64 باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه وليس هو أهلا لذلك 150
65 ذم ذي الوجهين وتحريم فعله 156
66 تحريم الكذب وبيان ما يباح منه 157
67 تحريم النميمة 159
68 قبح الكذب وحسن الصدق وفضله 160
69 فضل من يملك نفسه عند الغضب 161
70 باب خلق الانسان خلقا لا يتمالك 164
71 النهي عن ضرب الوجه 165
72 الوعيد الشديد لمن عذب الناس بغير حق 167
73 النهي عن الإشارة بالسلام إلى مسلم 169
74 فضل إزالة الأذى عن الطريق 171
75 تحريم تعذيب الهرة ونحوها من الحيوان الذي لا يؤذي 172
76 تحريم الكبر 173
77 النهي عن تقنيط الانسان من رحمة الله تعالى 174
78 فضل الضعفاء والخاملين 174
79 النهي عن قول هلك الناس 175
80 الوصية بالجار والاحسان إليه 176
81 استحباب طلاقة الوجه عند اللقاء 177
82 استحباب الشفاعة فيما ليس بحرام 177
83 استحباب مجالسة الصالحين 178
84 فضل الاحسان إلى البنات 179
85 فضل من يموت له ولد فيحتسبه 180
86 محبة الله تعالى للعبد 183
87 الأرواح جنود مجندة 185
88 المرء مع من أحب 186
89 كتاب القدر 189
90 كيفية خلق الآدمي في بطن أمه وكتابة رزقه وأجله وعمله وشقاوته وسعادته 189
91 حجاج آدم وموسى صلى الله تعالى عليهما وسلم 200
92 تصريف الله تعالى القلوب كيف يشاء 204
93 باب كل شئ بقدر 204
94 باب قدر على ابن آدم حظه من الزنا وغيره 205
95 معنى كل مولود يولد على الفطرة وحكم موتى أطفال الكفار وأطفال المسلمين 207
96 بيان أن الآجال والأرزاق لا تزيد ولا تنقص 212
97 كتاب العلم 216
98 باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان 221
99 باب من سن سنة حسنة أو سيئة ومن دعا إلى هدى أو ضلالة 226