الزهد ودثاره التقوى لا يريدون الثوب الذي هو شعار أو دثار بل معناه صفته كذا قال المازري ومعنى الاستعارة هنا أن الإزار والرداء يلصقان بالانسان ويلزمانه وهما جمال له قال فضرب ذلك مثلا لكون العز والكبرياء بالله تعالى أحق وله ألزم واقتضاهما جلاله ومن مشهور كلام العرب فلان واسع الرداء وغمر الرداء اي واسع العطية باب النهي عن تقنيط الانسان من رحمة الله تعالى باب قوله صلى الله عليه وسلم (أن رجلا قال والله لا يغفر الله لفلان وان الله تعالى قال من ذا الذي يتألى على أن لا أغفر لفلان فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك) معنى يتألى يحلف والالية اليمين وفيه دلالة لمذهب أهل السنة في غفران الذنوب بلا توبة إذا شاء الله غفرانها واحتجت المعتزلة به في احباط الاعمال بالمعاصي الكبائر ومذهب أهل السنة انها لا تحبط الا بالكفر ويتأول حبوط عمل هذا على أنه أسقطت حسناته في مقابلة سيئاته وسمي احباطا مجازا ويحتمل أنه جرى منه أمر آخر أوجب الكفر ويحتمل أن هذا كان في شرع من قبلنا وكان هذا حكمهم فضل الضعفاء والخاملين قوله صلى الله عليه وسلم (رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره) الأشعث الملبد الشعر المغبر غير مدهون ولا مرجل) ومدفوع بالأبواب أن لا قدر له عند الناس فهم يدفعونه
(١٧٤)