شرح مسلم - النووي - ج ٢ - الصفحة ٢٠٠
موضعه من هذا الباب إن شاء الله تعالى واستدل بهذا الحديث بعض من يقول إن بسم الله الرحمن الرحيم ليست من القرآن في أوائل السور لكونها لم تذكر هنا وجواب المثبتين لها أنها لم تنزل أولا بل نزلت البسملة في وقت آخر كما نزل باقي السورة في وقت آخر قولها (ترجف بوادره) بفتح الباء الموحدة ومعنى ترجف ترعد وتضطرب وأصله شدة الحركة قال أبو عبيد وسائر أهل اللغة والغريب وهي اللحمة التي بين المنكب والعنق تضطرب عند فزع الانسان قوله صلى الله عليه وسلم (زملوني زملوني) هكذا هو في الروايات مكرر مرتين ومعنى زملوني غطوني بالثياب ولفوني بها وقولها فزملوه حتى ذهب عنه الورع هو بفتح الراء وهو الفزع قوله صلى الله عليه وسلم (لقد خشيت على نفسي) قال القاضي عياض رحمه الله ليس هو بمعنى الشك فيما أتاه من الله تعالى لكنه ربما خشي أن لا يقوى على مقاومة هذا الأمر ولا يقدر على حمل أعباء الوحي فتزهق نفسه أو يكون هذا لأول ما رأى التباشير في النوم واليقظة وسمع الصوت قبل لقاء الملك وتحققه رسالة ربه فيكون خاف أن يكون من الشيطان الرجيم فأما منذ جاءه الملك برسالة ربه سبحانه وتعالى فلا يجوز عليه الشك فيه ولا يخشى من تسلط الشيطان عليه وعلى هذا الطريق يحمل جميع ما ورد من مثل هذا في حديث البعث هذا كلام القاضي رحمه الله في شرح صحيح مسلم وذكر أيضا في كتابه الشفاء هذين الاحتمالين في كلام مبسوط وهذا الاحتمال الثاني ضعيف لأنه خلاف تصريح الحديث لان هذا كان بعد غط الملك واتيانه باقرأ باسم ربك خلق والله أعلم قولها (قالت له خديجة كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا والله انك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الدليل على أن من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا فهو مؤمن وان ارتكب المعاصي الكبائر 2
2 باب بيان عدد شعب الايمان وأفضلها وأدناها وفضيلة الحياء و كونه من الايمان 3
3 باب جامع أوصاف الاسلام 8
4 باب بيان تفاضل الاسلام وأي أموره أفضل 9
5 باب بيان خصال من اتصف بهن وجد حلاوة الايمان 13
6 باب وجوب محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من الاهل 15
7 باب الدليل على أن من خصال الايمان أن يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه 16
8 باب بيان تحريم ايذاء الجار 17
9 باب الحث على اكرام الجار والضيف ولزوم الصمت إلا عن الخير 18
10 باب بيان كون النهي عن المنكر من الايمان وأن الايمان يزيد وينقص 21
11 باب تفاضل أهل الايمان فيه ورجحان أهل اليمن فيه 29
12 باب بيان أنه لا يدخل الجنة لا المؤمنون 35
13 باب بيان أن الدين النصيحة 37
14 باب بيان نقصان الايمان بالمعاصي 41
15 باب بيان خصال المنافق 46
16 باب بيان حال ايمان من قال لأخيه المسلم يا كافر 49
17 باب بيان قول النبي صلى الله عليه وسلم سباب المسلم فسوق وقتاله كفر 53
18 باب اطلاق اسم الكفر على الطعن في النسب والنياحة 57
19 باب تسمية العبد الآبق كافرا 57
20 باب بيان كفر من قال مطرنا بالنوء 59
21 باب الدليل على أن حب الأنصار وعلي رضي الله عنهم من الايمان 63
22 باب بيان نقصان الايمان بنقص الطاعات 65
23 باب بيان اطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة 69
24 باب بيان كون الايمان بالله تعالى أفضل الأعمال 72
25 باب بيان كون الشرك أقبح الذنوب وبيان أعظمها بعده 79
26 باب الكبائر وأكبرها 81
27 باب تحريم الكبر وبيانه 89
28 باب الدليل على أن من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة 92
29 باب تحريم قتل الكافر بعد قوله لا اله الا الله 98
30 باب قول النبي صلى الله عليه وسلم من حمل عينا السلاح فليسر منا 107
31 باب قول النبي صلى الله عليه وسلم من غشنا فليس منا 108
32 باب تحريم ضرب الخدود وشق الجيوب والدعاء بدعوى الجاهلية 109
33 باب بيان غلظ تحريم النميمة 112
34 باب بيان غلظ تحريم اسبال الازار والمن بالعطية 114
35 باب بيان غلظ تحريم الغلول وأنه لا يدخل الجنة الا المؤمنون 127
36 باب الدليل على أن قاتل نفسه لا يكفر 130
37 باب في الريح التي تكون قرب القيامة 132
38 باب الحث على المبادرة بالاعمال ومخافة المؤمن أن يحبط عمله 133
39 باب هل يؤاخذ بأعمال الجاهلية 135
40 باب كون الاسلام يهدم ما قبله وكذا الحج والهجرة 136
41 باب بيان حكم عمل الكافر إذا أسلم بعده 140
42 باب صدق الايمان و اخلاصه 143
43 باب بيان تجاوز الله تعالى عن حديث النفس 144
44 باب بيان الوسوسة في الايمان وما يقوله من وجدها 153
45 باب وعيد من اقتطع حق مسلم بيمين فاجرة بالنار 157
46 باب الدليل على أن من قصد أخذ مال غيره بغير حق كان مهدر الدم 163
47 باب استحقاق الوالي الغاش لرعيته النار 165
48 باب رفع الأمانة والايمان من بعض القلوب 167
49 باب بيان أن الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا 175
50 باب ذهاب الايمان آخر الزمان 178
51 باب تألف قلب من يخاف على ايمانه لضعفه 180
52 باب وجوب الايمان برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم 182
53 باب بيان نزول عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم حاكما 189
54 باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الايمان 194
55 باب بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 197
56 الاسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم وفرض الصلوات 209
57 باب ذكر المسيح ابن مريم عليه السلام والمسيح الدجال 223