السقيفة وفدك - الجوهري - الصفحة ١٠٩
* وأخبرنا أبو زيد، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن الفضل، عن الوليد بن جميع، عن أبي الطفيل، قال: أرسلت فاطمة إلى أبي بكر: أن ورثت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أم أهله؟
قال: بل أهله، قالت: فما بال سهم رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال:
إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: إن الله أطعم نبيه طعمة، ثم قبضه، وجعله للذي يقوم بعده، فوليت أنا بعده، أن أرده على المسلمين، قالت: أنت وما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أعلم.
قلت: في هذا الحديث عجب، لأنها قالت له: أنت ورثت رسول الله (صلى الله عليه وآله) أم أهله، قال: بل أهله، وهذا تصريح بأنه (صلى الله عليه وآله) موروث يرثه أهله، وهو خلاف قوله: لا نورث، وأيضا فإنه يدل على أن أبا بكر استنبط من قول رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أن الله أطعم نبيا طعمة أن يجري رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند وفاته مجرى ذلك النبي (صلى الله عليه وآله)، أو يكون قد فهم أنه عني بذلك النبي المنكر لفظا نفسه، كما فهم من قوله في خطبته، أن عبدا خيره الله بين الدنيا وما عند ربه، فاختار ما عند ربه، فقال أبو بكر: بل نفديك بأنفسنا.
* وأخبرنا أبو زيد، قال: أخبرنا القعنبي، قال: حدثنا عبد العزيز محمد، عن محمد بن عمر، عن أبي سلمة، أن فاطمة طلبت فدك من أبي بكر، فقال: إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، يقول: إن النبي لا يورث، من كان النبي يعوله فأنا أعوله. ومن كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ينفق عليه فأنا أنفق عليه، فقالت: يا أبا بكر، أيرثك بناتك ولا يرث رسول الله (صلى الله عليه وآله) بناته؟ قال: هو ذاك.

(1) ابن أبي الحديد 16: 218.
(2) ابن أبي الحديد 16: 219.
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»
الفهرست