من التوحيد، فكتب إلي. سألت رحمك الله عن التوحيد وما ذهب إليه من قبلك، فتعالى الله الذي ليس كمثله شئ وهو السميع البصير وتعالى عما يصفه الواصفون المشبهون الله بخلقه المفترون على الله فاعلم رحمك الله، ان المذهب الصحيح في التوحيد ما نزل به القرآن من صفات الله عز وجل، فانف عن الله البطلان والتشبيه، فلا نفي ولا تشبيه (1) هو الله الثابت الموجود تعالى الله عما يصفه الواصفون ولا تعدوا القرآن فتضلوا بعد البيان (2).
وقد أورد في الكافي اثنتي عشر رواية في هذا الباب وكلها تؤكد مضمون هذه الرواية. وروى في باب النهي عن التجسيم والتصوير عن علي بن حمزة أنه قال: قلت لأبي عبد الله الصادق (ع) سمعت هشام بن الحكم يروي عنكم ان الله جسم صمدي نوري معرفته ضرورة يمن الله بها على من يشاء من خلقه، فقال (ع) سبحان من لا يعلم أحد كيف هو الا هو ليس كمثله شئ وهو السميع البصير، لا يحد ولا يحس، ولا تدركه الابصار ولا الحواس، ولا يحيط به شئ، ولا جسم، ولا صورة، ولا تخطيط ولا تحديد.
وروي عن محمد بن زيد أنه قال: جئت إلى الرضا (ع) أسأله عن التوحيد، فأملى عليه. الحمد لله فاطر الأشياء انشاء ومبتدعا ابتداعا بقدرته وحكمته، لا من شئ فيبطل الاختراع، ولا لعلة فلا يصح الابتداع خلق ما شاء كيف شاء متوحدا بذلك لاظهار حكمته وحقيقة ربوبيته لا