المباهلة - السيد عبد الله السبيتي - الصفحة ٨٨
الله المجيد حكمته وخصائصه في أساليبه وميزته في تعبيره عن المعاني المقصودة، وان في القرآن آيات محكمة واضحة المعنى قد يستوي في فهمها الناس، وفيه آيات متشابهة غامضة المعنى لا يستوى في فهمها الناس، وربما يحتاج إلى الايضاح من المصدر الأول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والراسخين في العلم، وفيه المفردات التي تعبر عن الحقيقة حينا والمجاز حينا آخر، وعن الاستعارة والكناية إلى غير ذلك، هذا مضافا إلى ما في القرآن الكريم من " آيات لا يكفي في تفهمها معرفة ألفاظ اللغة وأساليبها مثل - والعاديات ضبحا والذاريات ذروا إلى غيرها من مثيلاتها.
وبعد - فلا احسب ان يكون القرآن في متناول الجميع على نمط واحد من الفهم، واستجلاء المعاني واكتشاف الدقائق أو بنسبة واحدة، للاختلاف في مقدار الفهم والادراك العقلي، فلابد ان يختلفوا في فهمه وادراك معانيه والوصول إلى حقائقه ومجازاته حسب درجات أفهامهم ومداركهم العقلية.
ونحن حينما نقول هذا نكون قد حكمنا الذوق والمقاييس العلمية ونراه واضحا لا يحتاج إلى التدليل عليه.
ولابد اذن - والحالة هذه - ان يكون لهم مدرك واحد في فهم القرآن لا تتصل بالأذواق الفنية التي تطلبها اللغة العربية والمقاييس العلمية، ولا بمعان الألفاظ من حقيقة أو مجاز، واستعارة وكناية إلى آخره، ولم تجد فيما رأينا وعنينا به مدركا سوى الرأي والاجتهاد وهما مصدران من مصادر التفسير عند الكثيرين.. والرأي والاجتهاد يتصلان بمعرفة الألفاظ وأسباب النزول حينا وبالعقيدة حينا آخر.
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»