وسلم وما ذلك الا لمكانة علي من الله وسمو نفسه وعلو قدره وفنائه في ذات الله، وليس في المسلمين - وهم مئات الألوف يومئذ - من يصلح ان ينزل هذه المنزلة وليس فيهم من له مكانة ليصح تنزيله حقيقة وليس فيهم من يستحق هذه المرتبة السامية والمكانة الرفيعة والمنزلة العظيمة غير على صنو رسول الله وصهره على ابنته.
ولو كان فيهم من له مكانته لما جاز من الحكيم ان يخصه دونه لأنه ترجيح بدون مرجح، وحيث لم يدع غيره علما انه ليس في المسلمين ولا في الصحابة من يضاهيه ليصح تنزيله هذه المنزلة السامية.
وواضح انه ليس اطلاق النفس على علي عليه السلام كان من اطلاق النفس على ابن العم القريب المقارب فان هذا الاطلاق لم يوجد في كلام العرب ولم تقصده الآية الكريمة.
على أنه ربما يكون ذلك مجازفة باللغة إذا فسخنا المجال للوهم في تفسير المفردات ولرأينا انقسام امام سيل جارف من الاعتراضات.
ومن ذيول المباهلة ما ذكره الفخر الرازي في تفسيره الكبير قال:
" وكان في الري رجل يقال له محمود بن الحسن الحمصي وكان معلم الاثني عشرية وكان يزعم أن عليا رضي الله عنه أفضل من جميع الأنبياء سوى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، واستدل على ذلك بقوله تعالى " وأنفسنا وأنفسكم " إذ ليس المراد بقوله " أنفسنا " نفس محمد صلى الله عليه وآله وسلم لان الانسان لا يدعو نفسه بل المراد غيره، واجمعوا على أن ذلك الغير كان علي بن أبي