النصارى ان محمدا نبي مرسل ولقد جاءكم بالكلام الحق من أمر صاحبكم والله ما باهل قوم نبيا قط فعاش كبيرهم ولا نبت صغيرهم ولان فعلتم لكان الاستئصال فان أبيتم الا الاصرار على دينكم والإقامة على ما أنتم عليه فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم. وكان رسول الله خرج وعليه مرط من شعر اسود وكان قد احتضن الحسين واخذ بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعلي خلفها وهو يقول إذا دعوت فأمنوا فقال أسقف نجران يا معشر النصارى اني لأرى وجوها لو سألوا الله ان يزيل جبلا من مكانه لازاله بها فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة..
وروي انه عليه السلام لما خرج في المرط الأسود فجاءه الحسن فادخله ثم جاء الحسين فادخله ثم فاطمة ثم علي ثم قال:
" إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " قال الفخر الرازي: " واعلم أن هذه الرواية كالمتفق على صحتها بين أهل التفسير والحديث ".
هذا نموذج من التفسير الذي وقفنا عليه نضعه بين يدي القارئ وهو كما ترى لم يختلف تفكيرا ولا تعبيرا، ولم يتفاوت فيه العربي والفارسي ولا اختلف الذوق العربي مع الذوق الفارسي، وهو يشبه بعضه بعضا ومعنى هذا - فيما نرى - ان المفسرين لم يعنوا الحقائق العميقة القائمة في اللفظ والتركيب والحقيقة والمجاز إلى آخره. ولا يتزودون منها الا باللمحات القصيرة الخاطفة والنظرات العابرة، ولا ندري لماذا هذا المرور العابر؟!. مع أن لكتاب