المباهلة - السيد عبد الله السبيتي - الصفحة ٩٣
تعقيب قد يظن الظانون ان قصة المباهلة مضت بطريقها إلى الأبدية، ولم يبق لاحد فيها مطمع، ولا لعين مأرب، ولا لاذن في سماعها من حاجة، فقد طواها الزمن بين طياته، وانقضت في يومها الذي وقعت فيه، وذهبت ليومها وساعتها.
والواقع ان هذا الظن قد يتصل بالحقيقة من بعض جهاتها وفي بعض نواحيها، وكان الأولى ان لا يكون هذا الظن، لان قصة المباهلة قصة قومية اسلامية روحية، كان الواجب على المسلمين ان يتبنوا ذلك اليوم الذي وقعت فيه، ويجعلونه عيدا قوميا في مصاف الأعياد القومية، لأنه ان صح - وهو صحيح - ان الاسلام أمنية الحضارة العالمية، فيوم المباهلة أحد الأيام التي كانت سبيلا إلى هذه الأمنية الغالية بما ظهر للاسلام من عزة ومنعة، ولرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من عظمة وكرامة، بانزواء أولئك القسس في زاوية من الخيبة والفشل في آمالهم، وقد ارتعدت فرائصهم، وانخلعت قلوبهم وعادوا إلى كعبتهم خائبين خاسرين، وأعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون، ولم يبق لنجران تلك المنزلة التي كانت لها في نفوس النصرانية، وذلك السمو الذي تغنى به الشعراء وذلك القدس الذين تدين له الملوك.
(٩٣)
مفاتيح البحث: الظنّ (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»