المباهلة - السيد عبد الله السبيتي - الصفحة ٥٥
هذه الشمس تركت خباءها تزحف وشئ مجهول يزحف معها يجلجل صوته كالرعدة القاصفة. ها هي المسامع تستك والفرائص ترتعد.
ساعة من الزمن منتظرة هي الزمن كله.. انها الساعة الأخيرة على أحد المتباهلين أكانت هذه الساعة وليدا جديدا لم يشاهد لها مثيلات من قبل؟!
أم هي خلجات القلوب ترقب الحادث الجديد؟..
انها ارتسامات الشعور الهادئ المضطرب معا.. عيون تنظر من كوة الحياة إلى صنفين.. انها العقل الواعي يقارن بين عهدين: العهد الماضي والعهد الحاضر.. وبين مبدئين.. كلمة واحدة وليس بعدها أخرى ثم ترتفع السجف ويتضح الحق مشعا..
أمل باسم يطفح بالنور.. وقلوب معتمة حيرى عصف بها الأسى وتكاد تفر من أقفاصها لو فتح لها الباب.
يوم مشهود يوم الرابع والعشرين من ذي الحجة (1) تطلع الناس فيه إلى بزوغ شمسه كما تطلعوا إلى سابقه يوم دخل الوفد ولكل يوم منهما حدوده ومقاييسه فلا تغيب اثارهما. يحمل اليوم الأول فتنة البذخ إلى نفوس الضعفاء.
والثاني يحمل الدعوة سافرة.. اجل انه اليوم الذي يحمل بين

(١) هذا هو المشهور وقيل كانت المباهلة في يوم الواحد والعشرين وقيل الخامس والعشرين وقيل في السابع والعشرين.
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»