: ".. اما رأيت ما فعل بنا هؤلاء القوم؟ أكرمونا ومولونا ونصبوا لنا كنايسنا وأعلوا فيها ذكرنا، فكيف تطيب النفوس بدين يستوى فيه الشريف والوضيع " ابن أرقم - هذه حقيقة واضحة يستطيع كل واحد ان يتلمسها في رجال هذا الوفد وكأنهم يرون الحياة في أثوابهم لا بقلوبهم وقديما، قالوا إن قوة المرء بقلبه ورجال نجران انحرفوا عن جادة المسيح عليه السلام إلى اصطناع أساليب تضمن لهم العيش باسم الدين في اللحظة الأخيرة ولم تنفع البراهين ولم يؤمن وفد نجران بحجج الوحي المبين أوحى الله تعالى إلى نبيه (ص) " فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم، فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين " وليس وراء برهان المشاهدة برهان آخر طائف - ان الله سبحانه أمر نبيه ان يباهل وفد نجران صوت ججل في فضاء المسجد رنان الجرس لم يسمعه أحد الا تلفت حواليه وتهللت أسارير وجهه، وسرى في المدينة كنسمة الصبح العليلة تحمل صوت الحق الناعم إلى النفوس الخاشعة ويعبق شذاها بالامل الباسم في مرحلة التمييز - تمييز الحق من الباطل - والترجيح في كفتي الميزان العادل البراء بن عازب - لقد انبلج الصبح عن شمسه، واستبان الحق من الباطل، فان كشف الحقيقة عن طريق المشاهدة ة أوقع تجليا بأكمل الوجوه
(٤٥)