المباهلة - السيد عبد الله السبيتي - الصفحة ٤٢
قد لمست أكثر القلوب بكلتا راحتيها.
وفي زاوية المسجد حلقة مستديرة كبيرة فيها ألوان الأفكار ومختلف الأذواق والميول يتصل حديثها بالوفد مباشرة.
المحارث بن كعب - أرأيتم وفد نجران في معالمه الفاخرة، وزينته وقد ملأت القلوب؟ والحق اننا " ما رأينا وفد مثلهم " ولكن في حديثهم عن المسيح استحالة لا تصل إليها العقول وما أقر بها إلى الوثنية التي كنا ندين بها قبل الاسلام، ولا أدري كيف يتوصل العقل البشري إلى اتحاد أقانيم ثلاثة في حقيقة واحدة ثم لا يؤثر اطلاق الأب على الابن أو الابن على الأب أو هما على روح القديس، ان هذه لشئ عجاب.
بشير - ليس الذنب ذنب الأديان، وإنما الأديان جميعها غايتها الاندماج في الكمال الروحي، وانها جميعها تربط البشرية في فكرة واحدة - الله - الواحد الاحد، وما تراه من تشعب المذاهب، واختلاف العقائد، ليس هو من طبيعة الأديان التي جاءت بها رسل الله إلى خلفه وإنما هو من ذنب القائمين عليها من بعد الرسل، والفكرة المسيحية التي قررها الإنجيل فكرة ة واحدة لا تختلف عن الاسلام وهي لا تتصل بما نراه اليوم من نزاع حول طبيعة المسيح وأمه والأقانيم الثلاثة.
والمسيحية في حقيقتها دين مقدس بحث عن العلاقة بين الانسان وخالقه وبين الروح ومصدرها والشبهات المرتكزة التي نراها هي بعيدة عن الناموس الأكبر الذي جاء به عيسى بن مريم.
وهذه النصرانية المنتشرة في طول البلاد وعرضها واعتنقها الملوك والامراء
(٤٢)
مفاتيح البحث: السجود (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»