المباهلة - السيد عبد الله السبيتي - الصفحة ٤٩
البراء - لم يكن ما حدثتنا به الا حلقة من حلقات فضائل علي ولقد تساندت فضائله بعضها إلى بعض وانتشرت انتشار عمود الصبح تجلي ظلمته القلوب وله في قلوب خلص المسلمين حضوة وفي نفوسهم ولاء.
ان عليا نهج لنفسه الرسالة السماوية مثلا يسير عليه في كل خطوة من خطواته وفي كل حركة من حركاته وعند كل نفس من أنفاسه، ومن استوعب حياة هذا الفتى عرف كيف ذهب يشق طريقه إلى الله تعالى ولقد تفتحت جوانب قلبه للرسالة المحمدية فوعاها وآمن بها ايمانا لا بشبهة ايمان، ورأيناه في البدء أول من يبادر إلى اعتناق الاسلام ثم سار مع الأيام يشبع غرائزه من المنهلين العذبين القرآن واخلاق النبي، وصفت نفسه صفاء استوعب لب الاسلام من مصدريه.
ولقد أصبح الرجل الأول بين المسلمين والمصدر الأول والأخير بعد رسول الله، نضج هذا الفتى نضوجا لم ينضجه أحد من صحب محمد (ص) نضج في تفكيره في هذا الكون ونضج بملازمته لصاحب الرسالة منذ فجر صباه في سن الطفولة فليس ثمة أحد يضاهي عليا بما دلف إليه من تعاليم الاسلام واخلاق محمد (ص).
وفي الحق ان هذا الفتى نبتة غرسها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الاسلام، فندفع يسير كما يشاء له النبي ويريد له كتاب الله فبلغ غاية الشأو كما صار ملتقى المنبعين كتاب الله وسنة رسوله وقد قرن النبي حب علي بحبه وبغضه ببغضه.
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»