المباهلة - السيد عبد الله السبيتي - الصفحة ١٤٢
محرم، ذلك لان السفيه هادم، والحليم بان، وشتان بين الهدم والبنيان، فانتهز حارثة الفرصة فأرسل في خفية وسر إلى النفر من أصحاب رسول الله فاستحضرهم استظهارا بمشهدهم فحضروا، فلم يستطع الرجلان فض ذلك المجلس، ولا ارجاءه وذلك لما بيناه من تطلع عامتهما من نصارى نجران إلى معرفة ما تضمنته الجامعة من صفة رسول الله (وانبعاث له مع حضور رسل رسول الله) لذلك وتأليب حارثة عليهما فيه وصفوا (كذا) " 1 " أبو حارثة شيخهم إليه. قال ذلك النجراني فكان الرأي عندهما ان ينقادا لما بذههما من هذا الخطب ولا يظهر ان شماسا منه (منهم) ولا نفورا حذار ان يطرقا الظنة فيه إليهما، وان يكونا أيضا أول معتبر للجامعة ومستحث (ومستحب) لها لئلا يفتات في شئ من ذلك المقام والمنزلة عليهما، ثم يستبين ان الصواب في الحال ويستنجد انه بموجبه، فتقدما لما تقدم أنفسهما من ذلك إلى الجامعة وهي بين يدي أبي حارثة وحاذاهما حارثة بن اتاك، وتطاولت إليهما فيه الأعناق، وحفت رسل رسول الله صلى بهم فامر أبو حارثة بالجامعة ففتح ظرفها واستخرج منها صحيفة آدم الكبرى المستودعة علم ملكوت الله عز وجل جلاله، وما ذرأ وما برأ في ارضه وسمائه، وما وصلهما جل جلاله من ذكر عالميه وهي الصحيفة التي ورثها شيت من أبيه عما دعا من الذكر المحفوظ فقرأ القوم - السيد والعاقب وحارثة - في الصحيفة تطلبا لما تنازعوا فيه من نعت رسول الله وصفته ومن حضرهم من الناس مصبحون (يصبحون) مرتفقون لما يستدرك من ذكر ذلك، فألفوا في المصباح (المسباح) الثاني من فواصلها بسم الله الرحمن الرحيم أنا

" 1 " يريد الميل.
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»