أنصار الحسين (ع) - محمد مهدي شمس الدين - الصفحة ٥٤
متفاوتة عند الناس في ذلك الحين (1). وإذا أخرجنا الهاشميين من العدد الذي ذكره المسعودي للقتلى يبقى منهم عدد مقارب للعدد الذي ورد عند أبي مخنف، وقلنا أنه لا يشمل الهاشميين ولا الموالي. هذا مع افتراض نسبة من الخطأ في التقدير تنشأ من الاعتماد على الرؤية، وإن كانت النسبة المفترضة ضئيلة جدا لاعتبارين.
الأول: إن الراوي هو الضحاك بن عبد الله المشرقي، أحد أصحاب الحسين، فهو في مركز من يستطيع الوصول إلى أقصى دقة في التقدير.
الثاني: أن هذا التقدير يعكس الموقف في حالة التعبئة وحالة التعبئة في عدد محدود تعطي قدرة أكثر على التحديد.
إن العدد الذي تشتمل عليه هذه الرواية هو اثنان وسبعون فرسانا ورجاله، والعدد الذي انتهى بنا البحث إليه في هذه الدراسة هو مئة تزيد قليلا أو تنقص قليلا فإذا أخرجنا منه عشرين رجلا من الموالي: عشرة من

(1) هذه العقلية تصورها نصوص شعرية كثيرة وحكايات حفلت بها كتب الأدب العربي القديم، ومن أدلها على هذه العقلية ما جرى مع سوار بن عبد الله بن قدامة قاضي البصرة وأميرهما لأبي جعفر المنصور - فقد جاءه أعرابي من بني العنبر فقال: (إن أبي مات وتركني وأخا لي - وخط خطين في الأرض - ثم قال: وهجينا - (أخ أمه أمة) وخط خطا ناحية - فكيف نقسم المال؟ فقال سوار:
أهاهنا وارث غيركم؟ قال: لا، قال: المال بينكم أثلاثا، فقال: لا أحسبك فهمت عني؟ أنه تركني وأخي وهجينا لنا، فقال سوار: المال بينكم أثلاثا، قال: فقال الاعرابي: يأخذ الهجين كما آخذ وكما يأخذ أخي! قال: أجل! فغضب الاعرابي. قال: ثم أقبل على سوار فقال: تعلم والله أنك قليل الخالات بالدهناء..) المبرد (أبو العباس محمد بن يزيد): الكامل - تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم والسيد شحاته - مطبعة نهضة مصر / ج 2 ص 48 - إن الولادة من أمة نسخت صلة الاخوة هنا وإذا كانت القصة موضوعة فإنها تصور العقلية التي كانت سائدة في القرن الثاني الهجري، ولذا فليس غريبا ألا يحسب الشهداء من الموالي في كربلاء في سنة ستين للهجرة.
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة