أنصار الحسين (ع) - محمد مهدي شمس الدين - الصفحة ٦٥
ثمة من تخلى عن الحسين قبيل المعركة أو أثنائها أو بقي بعدها لحفظ ذكره.
وإن إجماع المصادر على ما ذكرنا، بالإضافة إلى عدم استقامة الروايات في أنفسها يحملاننا على عدم العناية بها، وتجريدها من أي دلالة مدعاة على عدد الأصحاب، أو العدد الحقيقي للشهداء.
إن رواية عمار الدهني صادقة من هذه الجهة إلى حد بعيد.
(فقتل أصحاب الحسين كلهم، وفيهم بضعة عشر شابا من أهل بيته) (1).
وثمة سؤال يتعلق بموقع الهاشميين من القوة المحاربة مع الحسين في صبيحة اليوم العاشر من المحرم.
هل كان الهاشميون صبيحة اليوم العاشر من المحرم، عند نشوب القتال، جزءا من القوة المحاربة التي عبأها الحسين (ع) فجعل زهير بن القين في الميمنة، وحبيب بن مظاهر في الميسرة، وأعطى الراية أخاه العباس، أو أنهم كانوا خارج هذه القوة؟
إننا نرى أن الافتراض الأول هو الصحيح، فإننا لا نستطيع أن نقبل فكرة أن غير الهاشميين قد باشروا الحرب بينما كان هؤلاء جالسين في خيامهم، الشئ المؤكد هو أن غير الهاشميين قاتلوا وقتلوا قبل الهاشميين، ولكن هذا لا يعني أن الهاشميين كانوا خارج القوة المعبأة،

(1) الطبري: 5 / 389.
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 71 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة