أحاديث أم المؤمنين عائشة - السيد مرتضى العسكري - ج ١ - الصفحة ٢٦٠
وبلغ من بغضه لهم ما رواه عمر بن شبة، وابن الكلبي، والواقدي، وغيرهم من رواة السير أنه مكث أيام خلافته أربعين جمعة لا يصلي فيها على النبي ويقول: لا يمنعني ذكره إلا أن تشمخ رجال بآنافها، وفي رواية محمد ابن حبيب، وأبي عبيدة، ومعمر بن المثنى أنه قال: إن له أهيل سوء ينغضون رؤوسهم عند ذكره (300).
وقال لعبد الله بن عباس: إني لاكتم بغضكم أهل هذا البيت منذ أربعين سنة (301).
وكان يبغض علي بن أبي طالب خاصة وينال من عرضه (302).
وجمع محمد بن الحنفية وعبد الله بن عباس في سبعة عشر رجلا من بني هاشم منهم: الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وحصرهم في شعب بمكة يعرف بشعب عارم وأراد أن يحرقهم بالنار، فجعل في فم الشعب حطبا كثيرا فأرسل المختار أربعة آلاف، فجدوا السير حتى انتهوا إلى مكة فباغتوا ابن الزبير وأنقذوا بني هاشم (303).
أما أبو الفرج فقد قال: كان عبد الله بن الزبير قد أغرى ببني هاشم يتبعهم بكل مكروه ويغري بهم ويخطب بهم على المنابر ويصرح ويعرض بذكرهم فربما عارضه ابن عباس وغيرهم منهم، ثم بدا له، فحبس ابن الحنفية في سجن عارم ثم جمعه وسائر من كان بحضرته من بني هاشم فجعلهم في محبس وملاه حطبا وأضرم فيه النار، وقد كان بلغه أن أبا عبد الله الجدلي وسائر شيعة ابن الحنفية قد وافوا لنصرته ومحاربة ان الزبير، فكان ذلك سبب إيقاعه

(300) ذكر تركه الصلاة على النبي مراغما لبني هاشم كل من المسعودي في مروجه بهامش ابن الأثير 5 / 163 164 واليعقوبي في تاريخه 3 / 7 8 وشرح النهج 1 / 385 و 4 / 480 490.
(301) المسعودي 5 / 163 164 وشرح النهج 1 / 358، 4 / 459، ط. الحلبي بمصر.
(302) شرح النهج 1 / 358 وراجع المسعودي 5 / 163 164 واليعقوبي 3 / 7 8.
(303) المسعودي 5 / 158 160 وشرح النهج 4 / 487 495 وأشار إليه ابن عساكر في تهذيبه 7 / 408.
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»